story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

إبراهيم دياز.. إرحل !

ص ص

عندما تكون لاعبا في صفوف فريق كبير يدربه اسم خبير، ويلعب على الألقاب ولديه ملايين المشجعين حول العالم، تصبح ضمان مكانة أساسية داخل التشكيلة مهمة شاقة تفرض الكثير من الجهد والإنضباط والتركيز وتطوير المردود. أما عندما يتعلق الأمر بنادي ريال مدريد الذي يجر تاريخا مثقلا بالبطولات والكؤوس وأساطير ونجوم عالميين، فالأمر مختلف.. والمهمة تصبح أكبر تحد في المسيرة الكروية لأي نجم، ورهانا لايتحقق إلا بمساعدة مجموعة من الظروف والتفاصيل.

إبراهيم دياز نجمنا المغربي الذي نبني عليه استراتيجيتنا ليقود خط هجوم الفريق الوطني خلال كأس إفريقيا للأمم في شهر دجنبر المقبل، يجد نفسه اليوم في وضعٍ لا يُحسد عليه داخل ريال مدريد.

المدرب الجديد، تشابي ألونسو، القادم بمشروع إعادة الهيبة المعتادة ل”الميرينغي” ، بدا من خلال مباريات الفريق في كأس العالم للأندية، ومن خلال تلميحاته في الخرجات الإعلامية بالولايات المتحدة الأمريكية، أنه لا يرى في دياز قطعة أساسية في مشروعه الرياضي.

تصريحاته الأخيرة كانت أكثر من تلميح، بل رسائل واضحة مفادها أن اللاعب ليس في حساباته ضمن التشكيلة الأساسية، ولا حتى في مراكز التدوير التي يقوم بها عادة المدربون لإراحة أهم لاعبيهم. بمعنى أنه لو بقي في الريال سيصبح خيارا ثالثا لألونسو، قد يلعب دقائق معدودة عندما تدعو الحاجة التكتيكية لذلك.

ويمكن لكل هذه التلميحات أن يكون لها تفسير أقرب للصواب، وهو أنهم يقولون لإبراهيم دياز إن وضعيتك السابقة مع كارلو أنشيلوتي ستستمر، وأن صفتك كلاعب احتياطي التي جئت بها لريال مدريد من الميلان، لن تزول عنك.

الذي يغيب عن الكثير من المتتبعين أن التشكيلة الأساسية التي تحمل قميص ريال مدريد، لا تحددها خيارات المدرب فقط مهما كان اسمه وشأنه وفلسفته التقنية، فالرئيس فلورينتينو بيريز ومستشاروه المقربون، يتحكمون في كثير من الإختيارات البشرية للطاقم التقني، تُحركهم في ذلك معطيات التدبير المالي، وتصوراتهم للأرباح التي يمكن للنجوم المتعاقَد معها ضخها في خزينة النادي عندما يكون لها مكان أساسي في التشكيلة.

من تقاليد ريال مدريد في تعاقداته مع اللاعبين، أنه قبل التوقيع يتم تحديد السقف التقني الذي يمكن أن يصله اللاعب مع الفريق. أي هناك من يتم استقدامه ليكون أساسيا عندما يتعلق بنجم من الصف الأول، وأيضا هناك من يتم جلبه على أساس أنه موهبة واعدة سيتم إدماجها بالتدريج حتى يصنعوا منها نجما أساسيا، مثلما حدث مع فينيسيوس ويحدث الآن مع أردا غولر، بالإضافة إلى الفئة الثالثة من اللاعبين الذين يتم استقدامهم على أساس الجلوس في كراسي الإحتياط وتعزيز الرصيد البشري العام للفريق، وناذرا ما ينتقل لاعبو ريال مدريد من تصنيف لآخر داخل النادي.

إبراهيم دياز لما عاد إلى ريال مدريد من الميلان، جاء ليعوض ماركو أسينسيو، الذي رحل حينها إلى باري سان جيرمان، وهو اللاعب الإسباني الذي قضى سنوات في كرسي الإحتياط ينتظر فرصة بين الفينة والأخرى ليلعب دقائق في الشوط الثاني، لكنه رحل دون أن “يحلم” بمكان أساسي دائم في تشكيلة الميرنغي. بمعنى أن دياز جاء احتياطيا وسيبقى كذلك ما لم يقرر فتح الموضوع مع إدارة النادي ليرحل إلى وجهة أخرى تكون له فيها المكانة الأساسية التي تلائم إمكانياته التقنية والمهارية الخارقة. وهي أفضل القرارات التي ينتظر المغاربة من إبراهيم عبد القادر أن يتخذها قبل بداية الموسم القادم.

استمرار دياز في وضع “الراحة” مع تشابي ألونسو، سيفقده تنافسية مهمة جدا يمكن أن تكون عاملا حاسما في قيادته لهجوم الفريق الوطني في كأس إفريقيا 2025 بعد كل الآمال التي نعقدها عليه، وبعد كل المؤشرات الإيجابية التي أظهرها في كل المباريات التي شارك فيها مع تشكيلة وليد الركراكي. وكل الخشية أن نجد أنفسنا يومئذ نردد في حقه المثل المغربي المتوارث “النهار اللي احتاجتك أوجهي.. خبشوك القطوط”.