story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
أحزاب |

أوزين: الهوية المغربية فسيفساء غنية بروافدها الإفريقية والحسانية والعبرية

ص ص

أكّد الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، محمد أوزين، أن الهوية المغربية غنية بتعدد روافدها الإفريقية والحسانية والعبرية، مشكّلة فسيفساء متكاملة تعكس عمق التاريخ المغربي وتنوع مكوناته الحضارية والإنسانية.

وأبرز أوزين، خلال كلمته الافتتاحية في الندوة العلمية التي نظمتها أكاديمية لحسن اليوسي يوم الخميس 25 شتنبر 2025 بالرباط، مكانة الرافد العبري في الهوية الوطنية، باعتباره تعبيراً عن التواجد اليهودي العريق في المغرب الممتد لأكثر من عشرين قرناً.

وأشار المتحدث إلى أن هذا المكوّن انصهر في مسار التلاقح الحضاري والثقافي واللغوي مع باقي المكونات، “ويتجلى ذلك في الموسيقى الأندلسية، والغناء الغرناطي، والملحون، إضافة إلى فنون الطبخ والخياطة والصناعة التقليدية”.

وأكد المسؤول الحزبي، خلال هذه الندوة التي نُظمت تحت عنوان “الروافد الإفريقية والحسانية والعبرية في الهوية الوطنية”، (أكد) أن “اليهود المغاربة هم مغاربة أولاً قبل أي انتماء ديني مكتسب، وهويتهم متجذرة في الأصالة المغربية حتى قبل دخول المسيحية والإسلام”.

ومن جانب آخر، أوضح أوزين أن الامتداد الإفريقي للمغرب يُعدّ مرآة للروابط التاريخية والإنسانية بين المملكة وعمقها الإفريقي جنوب الصحراء، لافتا إلى أن هذا البعد لم يكن مجرد شعار أو حبر على ورق، “بل ترجمته السياسة الخارجية للمملكة بقيادة الملك محمد السادس، الذي رسّخ الحضور المغربي في القارة الإفريقية عبر زيارات متعددة لعدد من دولها”.

إضافة إلى ذلك، توقف المتحدث عند الرافد الحساني، مبرزاً أنه مكوّن أساسي يرتبط بالأقاليم الصحراوية المغربية، بما يحمله من خصائص لغوية وثقافية محلية.

وأكد في هذا الصدد، أن الشعر الحساني والأغاني التقليدية تمثل تعابير حية لهذا الرصيد، بما يعكس التنوع داخل الوحدة الوطنية ويجسد الارتباط العميق بين الدولة المغربية ومجتمعات الصحراء.

ورغم هذا الغنى الحضاري، يضيف أوزين، “فإن التنوع الثقافي والرافدي لم ينل بعد ما يستحقه من عناية وتنزيل فعلي على أرض الواقع”، مرجعا ذلك إلى “غياب سياسات عمومية شجاعة قادرة على ترجمة هذا التعدد إلى برامج عملية في مجالات التعليم والثقافة والإعلام والتنمية المحلية”.

وخلص محمد أوزين في كلمته إلى التأكيد على أن “لا مستقبل لسؤال الهوية في ظل حكومة بلا هوية”، داعياً إلى ضرورة بناء سياسات عمومية تستجيب للتعدد الهوياتي وتحوّله إلى قوة فاعلة في المشروع المجتمعي المغربي.