أصدقاء أسيدون يعلنون صعوبة وضعه الصحي ويطالبون بتكثيف الجهود للكشف عن حقيقة ما وقع

أعلن أصدقاء ومقربون من المناضل سيون أسيدون، الذي يمر بظروف صحية صعبة منذ أكثر من أسبوعين، أن وضعه الصحي يظل حرجا ومعقدا، مبرزين أن الطاقم الطبي المشرف على حالته اتخذ قرارا بمنع الزيارة عنه لحمايته من أي عدوى محتملة.
وأضاف أصدقاء أسيدون ومقربون منه، في بلاغ صدر يوم الثلاثاء 26 غشت 2025، أن الطاقم الطبي أبلغهم بأن “سيون قد أصيب بتعفن رئوي جراء النزيف الدماغي الذي أدى إلى غيبوبته، وهو ما بدأت المضادات الحيوية في مقاومته”، مشيرين إلى أنه “ورغم بعض المؤشرات الطفيفة على التحسن، فإن الوضع يظل حرجا ومعقدا”.
وتابع البلاغ أنه بناء على توصية الطاقم الطبي، الذي يعمل بكل تفان، “تم اتخاذ قرار بمنع الزيارة عنه لحمايته من أي عدوى محتملة، وسمح فقط لشخص واحد من أقربائه بالتواصل مع الطاقم الطبي الإداري”.
وقال أصدقاؤه إنه “منذ لحظة إسعافه، قمنا بتشكيل فريق طبي يضم طبيبه الخاص وأطباء مختصين، ساهموا في اتخاذ قرارات دقيقة، منها الخضوع لعملية جراحية عاجلة لتخفيف الضغط على الدماغ، ليلة 11-12 غشت الجاري، ثم قرار نقله إلى مستشفى الشيخ خليفة بالدار البيضاء يوم 13 غشت 2025”.
إلى جانب الشق الطبي، يردف المصدر، “أن ما حدث لسيون يستلزم تتبعا قانونيا، لذا شكلنا فريقا قانونيا لمتابعة سير التحقيقات الجارية من طرف الشرطة القضائية، وقد راسل هذا الفريق، في 15 غشت السيد الوكيل العام للملك بالدار البيضاء، والذي أصدر بلاغا للرأي العام بتاريخ 19 غشت يوضح بعض المعطيات، مؤكدا استمرار الأبحاث”.
كما تم توجيه مراسلة إلى رئاسة النيابة العامة، بتاريخ 22 غشت الجاري، “تطالب بتكثيف الجهود للكشف عن حقيقة ما وقع لسيون، خصوصا عبر الاستعانة بالطب الشرعي، لما له من أهمية في فك لغز هذه المأساة التي هزت كل من يعرف سيون، وكل من يتابع نضاله من أجل الكرامة والعدالة” يؤكد المصدر ذاته.
وخلص البلاغ إلى أنه في يوم 25 غشت الجاري، “وبناء على طلبنا، عقد لقاء مع الطاقم الإداري والطبي، على أعلى مستوى، لمستشفى الشيخ خليفة بالدار البيضاء، حيث أكدوا لنا صعوبة الحالة، وأكدوا لنا ببذل الجهود الطبية اللازمة، التي تتطالبها حالته، وعبروا استعدادهم لإبقائنا على اطلاع دائم بكل جديد حول حالته الصحية والإجراءات الطبية المتخذة”.
وكان الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء قد أصدر، يوم الثلاثاء 19 غشت 2025، بلاغا بخصوص قضية سيون أسدون، من أجل تنوير الرأي العام حول هذه الواقعة.
وأعلن الوكيل العام للملك أنه بتاريخ 11 غشت 2025، تقدم شخصان أمام مصالح الشرطة وأفادا بأن مشغلهما تغيب عن العمل وانقطع الإتصال به هاتفياً. ولما توجها إلى منزله، تعذر عليهما ربط الإتصال به، ولاحظا أن سيارته مركونة أمام باب المنزل.
وأضاف أنه على إثر ذلك، انتقلت عناصر الشرطة القضائية إلى منزل المعني بالأمر، فتبين أن بابه مقفل. وبعد فتحه بالاستعانة بمختص، تمت معاينة مجموعة من الأدوات بحديقة مسكنه عبارة عن: سلم، ومنشار، ومعول، ومقص، مع وجود بقايا أعشاب مقصوصة وآثار تشذيب على الأشجار، “وداخل الطابق الأرضي وُجد المعني بالأمر فوق أريكة مغمىً عليه، وتبين أنه لا يزال على قيد الحياة من خلال حركات تنفسه، حيث تم نقله على الفور إلى المستشفى”.
وبعد إجراء تحريات داخل المنزل ومحيطه، يضيف البلاغ، “عُثر على مجموعة من أغراضه الشخصية، من بينها هاتفه وزوج نعل عليه آثار عشب، إضافة إلى مفاتيح وحاسوبين محمولين، فضلاً عن مجموعة من الأغراض والكتب الموضوعة بشكل مرتب، دون أن تظهر أي آثار اقتحام أو بعثرة”.
وتابع أنه تمت معاينة كاميرا مراقبة مثبتة بالمنزل المتواجد في نهاية الزقاق، الذي يبعد بحوالي 300 متر عن منزل المعني بالأمر. لافتا إلى أنه بعد استقراء تسجيلاتها، تبين أنه “بتاريخ 09/08/2025 على الساعة العاشرة و36 دقيقة صباحاً، حضر المعني بالأمر على متن سيارته، وبعد أن ركنها بالجهة المقابلة لباب منزله، ترجل منها بمفرده وتوجه مباشرة إلى الباب، وهو يرتدي نفس الملابس التي كان يرتديها خلال واقعة العثور عليه مغمىً عليه داخل مسكنه”.
وأردف المصدر أنه “بتتبع تسجيلات الكاميرا زمنياً إلى غاية حضور المبلغين وعناصر الشرطة بتاريخ 11 غشت 2025، تبين أن السيارة ظلت مركونة بمكانها ولم يتم رصد أي استعمال لها منذ ساعة ركنها”.
تم رفع عدة عينات وآثار بيولوجية من مختلف الأدوات المذكورة، وكذا من مرافق وتجهيزات المنزل، بغية استغلال البصمات والعينات البيولوجية العالقة غير المرئية بالعين المجردة، “حيث أظهرت النتائج وجود بصمات المعني بالأمر فقط”، يؤكد البلاغ.
إلى جانب ذلك، “تم الاستماع إلى شخص يشتغل بناءً بالمنزل المجاور، حيث أفاد أنه شاهد المعني بالأمر يوم السبت حوالي الساعة الثانية بعد الزوال وهو فوق سلم بصدد تشذيب وتقليم أغصان الأشجار، وأنه غادر حوالي الساعة الخامسة مساءً تاركاً إياه منهمكاً في العملية. وأضاف أنه عند التحاقه بعمله صباح اليوم الموالي (الأحد 10/08/2025) شاهد السلم فوق قصاصات الأعشاب”.
كما تم الاستماع إلى مالك المنزل المجاور لمسكن المعني بالأمر، حيث أفاد بأنه سبق أن طلب منه تشذيب نبات حديقته، فتم الاتفاق على إنجاز ذلك يوم السبت، “وأكد أنه فعلاً شاهده يقوم بذلك العمل في اليوم المذكور” يضيف ذات المصدر.
وخلص البلاغ إلى أن الأبحاث لا تزال جارية في هذه القضية، وسيتم ترتيب الآثار القانونية المناسبة فور انتهائها.