story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

أشرف حكيمي القدوة

ص ص

بعد نهاية مباراة باري سان جيرمان وأرسنال ليلة أمس، بالتأهل المستحق للفريق الباريسي إلى المباراة النهائية لدوري الأبطال الأوروبي، كان الحارس السابق لريال مدريد والمنتخب الإسباني سانتياغو كانيزاريس والمحلل في قناة “موبيستار بلوس” يتحدث عن أشرف حكيمي قائلا: “أشرف الذي كان في مركز الظهير شاهدناه بين الدقيقة 80 و 90 في الدفاع، في الوسط، في الهجوم كما لو أن قدمي و رئتي هذا الرجل من كوكب آخر! لا أستوعب هذا! لا أستوعب كيف للاعب في مركز يتطلب الكثير من المجهود البدني و الكثير من الركض أن ينهي المباراة منذ الدقيقة 80 في كل المراكز مهاجما و مدافعا خصوصا و أن فريقه كان منتصرا (يقصد أنه كان بإمكانه أن يقتصر على الأدوار الدفاعية)…”.

كانيزاريس لخص في بضع جُمل لماذا أشرف حكيمي يضعه جميع الخبراء والتقنيين والمحللين اليوم في خانة أفضل ظهير أيمن في العالم، ولماذا تتعقبه عبارات الإشادة من مدربه لويس إنريكي ومن جمهور باري سان جيرمان، ولماذا يتمنى جمهور ريال مدريد أن يعود إليهم لاعبهم ذات يوم، ولماذا يحقق شهرة منقطعة النظير في كل أرجاء العالم، ولماذا نحن المغاربة نجمع على حبه وتقديره بشكل لم نفعله مع أي لاعب للفريق الوطني قبله.

طبعا جميع الإشادات وعبارات التقدير والإحترام تنهال على حكيمي بفضل ما يقدمه من مستويات وأرقام مبهرة في الملاعب ضمن فريقه باري سان جيرمان.. ولكن ما يزيد من مكانته الرفيعة لدى المغاربة، هو جانبه الشخصي وخصاله الرفيعة والتي جعلت منه النجم-القدوة والمحترف المسؤول الذي “يحمر الوجه” ويجعل أي مغربي يفتخر بجنسيته أمام العالم.

أشرف حكيمي الذي عبّر غير ما مرة عن حبه الكبير للمغرب وللمنتخب الوطني، وعن ارتباطه الوثيق به، من خلال تلبية جميع الدعوات للإنضمام إلى معسكراته.. تحس به يأتي مهرولا وفرحا ليلعب في صفوفه، وفي المباريات يترك جلده من أجل قميص “البلاد”، ولم يحدث طوال هذه العشر سنوات التي لعب فيها بإسم المغرب، أن تسبب في مشكل، أو صدرت عنه أشياء “ديال العيب”، أو تعالى على المدرب، أو “تفشش” على ظروف إقامة، أو اشتكى من شيء ضايقه.

حتى بعيدا عن المنتخب الوطني، فأشرف حكيمي دائم التردد على المغرب في زيارات خاصة، إما للعطلة، وإما في إطار مبادراته الإحسانية المتعددة التي تقوم بها الجمعية الخيرية التي يمولها بجزء مهم من مداخيله.. وأشرف يعطي النموذج هنا للعديد من الرياضيين السابقين والحاليين في معنى أن تكون إنسانا “ولد الخير”، عطوفا وسخيا بقلب كبير تجاه وطنك وأبناء شعبك في المناطق الفقيرة والمعزولة.

أشرف حكيمي بمساره المتميز هذه السنة وأرقامه الكبيرة رفقة باري سان جيرمان، واقترابه من لقب أفضل المسابقات وأكثرها قيمة كروية، لم يعد فوزه بالكرة الذهبية الإفريقية لهذا العام محط شك، فهو أمر محسوم باعتراف العالم، بل وأيضا حتى جائزة العام الماضي، التي كان يستحقها لولا الإختيارات الغريبة لقارتنا الإفريقية العجيبة.