“آسفي تغرق”.. مواطنون يصرخون ضد “تقصير” العامل والمنتخبين
اجتاحت مياه الأمطار مدينة آسفي، اليوم الأحد، محولة شوارعها وأحيائها إلى برك مائية غمرت منازل المواطنين، مسفرة عن مقتل 7 أشخاص.
وظهر في مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي سكان يحاولون يائسين إبعاد المياه عن منازلهم، فيما عبروا عن استيائهم العميق من الوضع.
وقال أحد السكان بصوت مملوء بالغضب: “لا نريد تنظيم التظاهرات الكروية، نريد إصلاح أحيائنا، هذا يحز في القلب، لا توجد بنية تحتية.”
وأضاف آخر: “أين الوقاية المدنية، أين المنتخبون، أين العامل؟ آسفي غرقت بقليل من الماء”، ليصر مواطن ثالث: “هذه ليست أول مرة. أبناء الشعب يعانون، الناس تغرق وتموت، أين المسؤولون؟”
وتبرز هذه الفيضانات هشاشة البنية التحتية بالمدينة في ظل غياب تدخل عاجل من السلطات المحلية. ويطالب السكان بتحرك عاجل لإنقاذ المدينة بالقول: “مدينتنا غرقت، من ينقذها”.
وأفادت السلطات المحلية بإقليم آسفي أنه على إثر التساقطات الرعدية القوية التي شهدها الإقليم، والتي تسببت في تدفقات فيضانية استثنائية خلال فترة زمنية وجيزة لم تتعد ساعة واحدة، تم مساء يوم الأحد 14 دجنبر 2025، وفي حصيلة مؤقتة، تسجيل سبع حالات وفاة نتيجة السيول الجارفة وتسربها إلى عدد من المنازل والمحلات التجارية.
كما أوضحت المصادر ذاتها أنه تم إسعاف 20 شخصا آخرين، جرى نقلهم إلى مستشفى محمد الخامس بآسفي، حيث يخضعون حاليا للعناية الطبية اللازمة.
بخصوص الخسائر المادية، فقد تم، في حصيلة أولية، تسجيل غمر مياه الامطار لـ70 منزلا ومحلا تجاريا، خصوصا بشارع بئر انزران وساحة أبو الذهب، إضافة إلى جرف السيول لنحو 10 سيارات.
كما تضرر المقطع الطرقي الرابط بين مدينة آسفي ومركز جماعة احرارة على مستوى الطريق الاقليمية رقم 2300، ما ادى الى انقطاع حركة المرور بعدة محاور داخل المدينة.
وفي مواجهة هذه الوضعية، أفاد البلاغ بأن السلطات العمومية وكافة القطاعات المعنية، عملت بتنسيق مع مختلف المتدخلين، على التعبئة الشاملة لجميع الوسائل اللوجستيكية والموارد البشرية، من اجل التدخل الفوري وتقديم الدعم والمساعدة للمواطنين المتضررين.
ولا تزال الى حدود الساعة الجهود متواصلة من اجل البحث عن مفقودين محتملين، الى جانب اعادة تشغيل شبكات الربط الطرقي وشبكات الخدمات الاساسية بمختلف مناطق الاقليم.
من جانبها، قررت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بآسفي تعليق الدراسة بكل المؤسسات التعليمية يوم غد الاثنين 15 دجنبر 2025، وذلك بالنظر إلى سوء الأحوال الجوية، والتي أدت إلى تسجيل 7 وفيات في حصيلة أولية، حسبما أفادت السلطات المحلية.
وجاء هذا القرار بخطوة استباقية لحماية التلاميذ من أي خطر قد يلحق بهم جراء التساقطات المطرية والفيضانات التي تعرفها المدينة.
وذكرت المديرية أنه بالنظر إلى سوء الأحوال الجوية، وبناء على تحذيرات النشرة الإنذارية، وبعد مشاورات مع السلطات الإقليمية فإن المديرية الإقليمية تقرر تعليق الدراسة يوم غد الاثنين 15 دجنبر 2025 وذلك حفاظا على سلامة التلاميذ والأطر التربوية والإدارية.