story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

مراقبون يقيمون نتائج حرب الـ”12 يوما” بين إيران وإسرائيل

ص ص

رأى الباحث والإعلامي عبد الله الترابي أن المواجهة الأخيرة بين إسرائيل وإيران قد انتهت بانتصار لصالح إسرائيل، معتبراً أن ميزان القوى يميل بشكل كبير لصالح الدولة العبرية، المدعومة من قبل الولايات المتحدة، التي تعد “القوة العسكرية الأكبر في العالم”.

وأوضح الترابي خلال حلوله ضيفا على برنامج “من الرباط” الذي يبث على منصات “صوت المغرب”، أن إسرائيل اليوم تمثل جزءاً من “الإمبراطورية الأمريكية”، القادرة على فرض هيمنتها العسكرية أينما شاءت، بينما تلقت إيران “ضربات موجعة” أعادتها إلى ما وصفه بـ”حجمها الطبيعي قبل عقدين من الزمن”.

وأكد أن إيران فقدت كثيراً من نفوذها الاستراتيجي والعسكري في المنطقة، مشيراً إلى أن أذرعها، كحزب الله وحركة حماس، تعرضت لـ”تراجعات حادة”، مشيرا إلى أن “المؤسسة العسكرية الإيرانية نفسها تلقت خسائر فادحة”، خصوصاً مع مقتل عدد من كبار ضباطها في الضربة الأولى التي وصفها بـ”القاصمة”.

وأشار الترابي إلى أن التفوق الاستخباراتي الإسرائيلي الأمريكي شكّل عاملاً حاسماً في هذه المواجهة، لافتاً إلى قدرة تل أبيب على اختراق اتصالات جنرالات إيرانيين وتهديدهم بشكل مباشر، مما يدل بحسبه على “حجم السيطرة التكنولوجية والاستخباراتية” التي تملكها إسرائيل.

وقال الباحث إن الغارة الأمريكية التي استهدفت المفاعل النووي الإيراني مثّلت “تحولاً استراتيجياً خطيراً”، حيث وضعت طهران أمام خيارين لا ثالث لهما “إما الانتحار العسكري بالدخول في مواجهة مباشرة مع أمريكا، أو القبول بمسار الموت البطيء ومحاولة التكييف وترتيب الأمور داخليا”.

وأضاف الترابي أن إيران تحاول حالياً لملمة صفوفها الداخلية وامتصاص صدمة الخسائر التي لحقت بها، بينما ستستمر الحرب الإيرانية الإسرائيلية في جولات أخرى، محذراً من “تداعياتها العميقة” على المدى المتوسط والبعيد.

وشدد على أن العقيدة الاستراتيجية الإسرائيلية تقوم منذ سنوات على اعتبار أن كل الدول المحيطة بها هي دول معادية، مشيراً إلى أن القوة العسكرية والتفوق التقني يمثلان في التصور الإسرائيلي الضمانة الوحيدة لبقاء الدولة العبرية، “وعلى رأس قائمة الأعداء إيران”.

لم تُحقق نصراً ساحقا

من جانبه، أكد الكاتب الصحافي مصطفى ابن الراضي أن إسرائيل، على أنه رغم مما أبدته من تفوق عسكري وتقني، لم تُحقق نصراً ساحقاً في الحرب الأخيرة على إيران، مشيراً إلى أن “العدو الإسرائيلي نفسه كان مكشوفاً جوّاً، وتعرض لضربات صاروخية وصلت إلى عمق أهداف حساسة كمطار بن غوريون، واستمرت على مدى 12 يوماً، دون أن تنجح في إسكات القيادة الإيرانية”.

وأوضح ابن الراضي، أن “ما كشفت عنه هذه المواجهة هو هشاشة المنظومة الدفاعية الإسرائيلية، رغم حداثتها وتطورها التكنولوجي”، لافتاً إلى أن الصواريخ ظلت تتساقط حتى اللحظات الأخيرة، وكان من بينها، كما وصفته الأوساط العسكرية الإسرائيلية، “أثقل صاروخ يُطلق نحو الداخل الإسرائيلي”.

وأشار إلى أن الحرب، التي فرضت على إيران ولم تكن خياراً استراتيجياً لها، وضعتها في “موقف معقّد” دفعها لإعادة النظر في عقيدتها العسكرية، وخاصة في ما يتعلق بما سمّاه بـ”استراتيجية الأذرع المتقدمة”، والتي تعتمد فيها طهران على قوى مقاومة خارج حدودها، مثل حزب الله.

وأضاف: “صحيح أن حزب الله تلقى ضربات قاسية جداً، لكن حضوره السياسي والأيديولوجي لا يزال فاعلاً”، مبرزا أنه “رغم الأضرار التي لحقت ببنيته العسكرية، لم تُدمّر قدراته بالكامل، ولا تزال لديه الإمكانية لتنفيذ عمليات دقيقة وتأمين خطوط الإمداد”.

واعتبر ابن الراضي أن طهران شعرت خلال هذه المواجهة بأنها “مكشوفة استخباراتياً”، وعاجزة على مستوى التفوق الجوي، وهو ما مثّل لحظة إدراك صادمة أمام قوة أمريكية اختزلت زمن الحرب وفرضت واقعاً جديداً على الأرض.

وتابع قائلاً: “القيادة الإيرانية لم تدخل هذه الحرب طواعية، بل وجدت نفسها أمام وضع أمني غير متكافئ، وفقدت فيه نخبة من كوادرها، وكانت تُدرك أن استمرار المعركة قد يفتح باب انفجار داخلي، في ظل التوترات الشعبية ومحدودية الانفتاح السياسي داخل إيران”.

وشدّد على أن “المرحلة المقبلة ستشهد تغييرات كبرى في العقل الاستراتيجي الإيراني، خصوصاً في ما يتصل بتدخلها في شؤون الدول ودعم الميليشيات والكيانات غير الرسمية”، معتبراً أن ما حدث “فرصة لإيران لإعادة بناء توازناتها الإقليمية بطريقة مختلفة”.

وفي ما يتعلق بالموقف الإسرائيلي، قال ابن الراضي: “القيادة الإسرائيلية، ورغم التصريحات النارية لنتنياهو، لم تُظهر حماساً كبيراً لما تحقق، لأن الهدف الحقيقي، كما قال بنفسه، كان تغيير طبيعة النظام الإيراني، وهو ما لم يحدث بعد”.

وختم بالقول: “نحن لا نعيش نهاية المعركة، بل لحظة إعادة تموضع في حرب أكبر، وقد نحتاج إلى تتبّع مفاوضات إيران والولايات المتحدة لنفهم كيف ستنعكس هذه المرحلة على السياسة الإقليمية، وعلى مستقبل النظامين في طهران وتل أبيب على حد سواء”.

لمشاهدة الحلقة كاملا المرجو الضغط على الرابط