للأسبوع الثاني.. نشطاء مغاربة يواصلون الإبحار نحو غزة رغم التهديدات

يواصل تسعة نشطاء مغاربة مشاركتهم في “أسطول الصمود العالمي” المتجه إلى قطاع غزة، في محاولة جديدة لكسر الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من 18 عاماً.
ورغم الصعاب والمخاطر البحرية، إلى جانب انسحابات تقنية وبشرية طالت بعض السفن المشاركة، يصر النشطاء على استكمال الرحلة التي انطلقت من الموانئ التونسية نحو قطاع غزة.
وشهد الأسطول اضطرار ثلاثة نشطاء من السفينة المغربية “قدس” إلى إنهاء الرحلة بعد توقفها في إيطاليا، كما تعرضت سفينة “صمود”، التي تقل المحامي عبد الحق بنقادى، لتسرب مائي أجبرها على العودة إلى ميناء صقلية من أجل إصلاح العطب قبل استئناف الإبحار. وحمّل بنقادى الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية الأعطاب التي طالت السفن.
وبينما لم تستطع السفينة المغربية الراسية بسواحل تونس الإبحار، والتي كان من المقرر أن تحمل على متنها ثمانية نشطاء آخرين، تواصل سفينة “دير ياسين”، التي تضم عدداً من النشطاء بينهم الحقوقي عزيز غالي والناشط أيوب حبراوي، تقدمها في البحر حالياً باتجاه المياه الإقليمية اليونانية.
وفي هذا الصدد، قال أيوب حبراوي، عضو هيئة تسيير أسطول الصمود المغاربي، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب” إن “رحلتنا مستمرة، وسفينة ‘دير ياسين’ تقترب في هذه الأثناء من المياه الإقليمية اليونانية بعد مغادرتنا المياه الإيطالية صباح السبت”.
وأضاف أن “المعنويات مرتفعة رغم بعض التعب وقلة النوم والأكل”، مشيراً إلى أن “وجود 23 شخصاً في سفينة صغيرة يفرض نوعاً من الإرهاق، خاصة في ظل النوم بالتناوب مع قلة الأكل”.

وتوقف عند وضع السفينتين المغربيتين، لافتاً إلى أن “إحداهما لن تغادر تونس نهائياً خلال هذه الرحلة، بينما ما تزال الأخرى عالقة في السواحل الإيطالية بسبب مشاكل تقنية”.
وفي ما يخص الجانب السياسي، شدد حبراوي على رفض تدخل رئيس مكتب الاتصال المغربي في تل أبيب في قضيتهم، مفضلاً التعامل مع السفير المغربي في رام الله، قائلاً: “نحن نناهض التطبيع وضد كل أشكاله. وبالتالي فإن ما يسمى مكتب الاتصال الإسرائيلي في الأراضي المحتلة لا يمثلنا”.
وأضاف: “لا نريده أن يتدخل في حال اعتقالنا. نريد أن تتم معاملتنا كما سيُعامل الجزائريون والتونسيون وباقي الوفود العربية”.
وطالب حبراوي بتدخل السفارة المغربية في رام الله أو في الأردن، مشدداً على رفضه تدخل مكتب الاتصال في تل أبيب، بالقول: “نريد منه ألا يتدخل وألا يلتقي بنا وألا نراه ولا يرانا، لأننا لا نعترف به ولا نعترف بوجوده هناك”.
من جهته، قال المحامي عبد الحق بنقادى، عضو الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، إن السفينة “قيصر” تعرضت لتسرب مائي في عرض البحر يوم السبت بعد مغادرتها ميناء “بورتو باولو” الإيطالي بأكثر من خمس ساعات من الإبحار في المياه الدولية باتجاه المياه الإقليمية اليونانية.
وأوضح بنقادى أن العطب المفاجئ اضطر طاقم السفينة للعودة إلى ميناء “بورتو باولو” للقيام بإصلاح وصيانة الثقب الذي أصاب السفينة، قبل استئناف الرحلة للحاق بأسطول الصمود العالمي الذي يبحر حالياً في اتجاه اليونان.
وأشار إلى أن سبع سفن قادمة من تونس تخضع حالياً للصيانة والإصلاح في ميناء بورتو باولو بصقلية، مؤكداً أن إبحارها “سيكون بشكل جماعي في أقرب وقت ممكن نحو المياه الإقليمية اليونانية”.
وقال بنقادى، ممثل اتحاد المحامين العرب في الأسطول: “بناءً على عدد السفن وما لحقها من أعطاب مختلفة، إضافة إلى واقعة الهجوم بالطائرات المسيّرة على بعضها في تونس، يتأكد لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن الأيادي الصهيونية عبثت وخربت سفن أسطول الصمود العالمي من أجل منعها أو الحد من عددها، وتعريض حياة المشاركين والمشاركات على متنها للخطر”.
وحمل بنقادى الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية أي خطر يتعرض له المشاركون، مطالباً المجتمع الدولي بفتح تحقيق في الموضوع وترتيب المسؤوليات والآثار القانونية لهذا “الفعل الإجرامي العمدي”.
وإلى جانب عبد الحق بنقادى وأيوب حبراوي وعزيز غالي، الذين يشاركون في المهمة الإنسانية ضمن وفود أسطول “الصمود المغاربي” يواصل الإبحار ضمن وفود “المسيرة العالمية إلى غزة” من المغرب كل من الحقوقية جميلة العزوزي، والمهندس عبد الرحيم الشيخي، والطبيب معاد المراكشي، والنشطاء عبد الله الدرازي وجعفر الحاوزي وزهير بن الشيخ.
وتعذر على 3 نشطاء مغاربة مواصلة الإبحار لأسباب صحية ومهنية وأمنية، بينما لم يستطع 8 آخرون مغادرة الموانئ التونسية.