قوانين وجدل مستمر.. كيف يتم اختيار الفائز بالكرة الذهبية؟

تتجه الأنظار، مساء الاثنين 22 شتنبر 2025، إلى مسرح شاتليه في قلب العاصمة الفرنسية باريس، حيث يقام الحفل السنوي لتوزيع الكرة الذهبية، أرفع الجوائز الفردية في كرة القدم العالمية.
وتحظى هذه النسخة بترقب استثنائي، بالنظر إلى شدة المنافسة بين نجوم الصف الأول، وإلى ما تحمله من رمزية خاصة، باعتبارها الجائزة التي تختزل موسمًا كاملًا من الإنجازات الفردية والجماعية.
وتُوصف المنافسة هذا العام بأنها الأصعب منذ سنوات، إذ تضم قائمة المرشحين 30 اسمًا بارزًا يملك كل واحد منهم مسارًا قويًا وأرقامًا لافتة في الموسم المنصرم.
كما يظل الصراع مفتوحًا أيضا على الكرة الذهبية النسوية، حيث تبدو الإسبانية أيتانا بونماتي مرشحة بارزة للتتويج مجددًا، في مواجهة أسماء وازنة مثل السويدية إيوا بايور.
ووسط هذه الأجواء، يبرز اسم الدولي المغربي أشرف حكيمي كأحد المفاجآت السارة في لائحة المرشحين، وهو ما جعله يعلن بثقة أنه يستحق التتويج، في خطوة أثارت نقاشًا واسعًا داخل الأوساط الكروية الأوروبية.
رحلة في تاريخ الجائزة
ولدت الكرة الذهبية سنة 1956 على يد مجلة فرانس فوتبول، في وقت كانت فيه كرة القدم الأوروبية تعيش بدايات تنظيمها الحديث، وكان أول المتوجين حينها الإنجليزي ستانلي ماثيوز، لتبدأ بعدها سلسلة من الأسماء التي تحولت إلى أيقونات، من دي ستيفانو إلى كرويف، ومن بلاتيني إلى ماركو فان باستن.
لكن التحول الأكبر جاء مع وصول كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، اللذين احتكرا الجائزة على مدى عقدين تقريبًا، في مشهد جعلها مرادفًا للصراع بين نجمين استثنائيين.
ومع مرور الزمن، تغيرت قوانين الجائزة أكثر من مرة، حيث كانت في بداياتها حكرًا على اللاعبين الأوروبيين فقط، الأمر الذي حرم أساطير مثل بيليه ومارادونا من دخول السجل الذهبي.
وفي التسعينيات فُتحت أمام جميع الجنسيات، لتصبح جائزة عالمية بحق، ثم جاء اندماجها المؤقت مع الفيفا بين 2010 و2015 قبل أن تستعيد استقلالها.
وكل التعديل خلال هذه الفترة استجابة لنقاشات جماهيرية وصحافية لا تهدأ، وهو ما أعطاها حيوية وجرى وراءها ملايين المتابعين عبر القارات.
ورغم الانتقادات المتكررة – مثل تركيزها المفرط على الهجوم أو ارتباطها بإنجازات الأندية الكبرى – ظلت الكرة الذهبية بمثابة قمة هرم الجوائز الفردية في كرة القدم.
قوانين دقيقة وجدلية
وتخضع عملية الاختيار لنظام تصويت معقد، ففي البداية تُعلن قائمة أولية تضم 30 لاعبًا، يتم اختيارهم بناءً على أدائهم خلال الموسم الكروي لا السنة الميلادية، وهو تعديل جديد أعاد النقاش إلى “عدالة” التقييم.
وبعد ذلك يُسمح لصحفي واحد من كل دولة بالتصويت، بحيث يختار خمسة لاعبين، ويمنحهم نقاطًا تراكمية، هذا التنوع الجغرافي يُفترض أن يضمن الحياد، لكنه في الوقت ذاته يعكس أحيانًا اختلافات ثقافية في تقدير قيمة اللاعب، فبينما قد يُفضل صحفي من أمريكا الجنوبية نجمًا محليًا، قد يرى صحفي أوروبي أن إنجازات دوري الأبطال هي المعيار الأهم.
والنقد الأكبر للجائزة يظل دائما يتمحور حول طبيعتها الهجومية، فخلال ما يقارب سبعين عامًا، لم يفز بها سوى مدافعين اثنين (بكنباور وكانافارو) وحارس مرمى واحد (ليف ياشين).
ويجعل هذا الميل الجائزة في نظر كثيرين غير عادلة، لأنها تحصر عظمة كرة القدم في تسجيل الأهداف، وتغفل أن بناء الفريق يبدأ من الدفاع وصناعة التوازن.
إضافة إلى ذلك، كثيرًا ما يُلام التصويت على ربطه المبالغ فيه بالبطولات الكبرى، فمن يحرز دوري الأبطال أو كأس العالم يكتسب أفضلية شبه أوتوماتيكية، حتى وإن كان هناك لاعب آخر أكثر استمرارية وإبداعًا طوال الموسم.
ومع ذلك، تظل الكرة الذهبية حلمًا يراود كل لاعب، لأنها لا تُقاس فقط بالكؤوس بل بما تمنحه من قيمة رمزية في تاريخ اللعبة.
وفي قلب هذا الجدل، جاء صوت أشرف حكيمي ليكسر القاعدة، فالظهير المغربي، الذي قضى موسمًا رائعا مع باريس سان جيرمان، لم يكتف بأداء دفاعي صلب، بل أضاف إليه 11 هدفًا و16 تمريرة حاسمة، وساهم مباشرة في بلوغ فريقه الأدوار النهائية من دوري أبطال أوروبا والتتويج باللقب.
لهذا فإن الأرقام التي وقَّع عليها نادرًا ما تُسجل باسم مدافع، وهو ما جعله يصرّح في مقابلة مع كانال بلوس: “ما حققته هذا الموسم ليس عادياً بالنسبة لمدافع. أعتقد أنني أستحق الجائزة أكثر من مهاجم”.
وكما كان متوقعا لم تمر تصريحاته مرور الكرام، فداخل باريس سان جيرمان، اعتبر البعض أنها قد تضعه في منافسة غير مباشرة مع زميله عثمان ديمبيلي، الذي يحظى بدعم إدارة النادي في سباق الكرة الذهبية.
ومع ذلك، فإن النقاش الذي أثاره حكيمي أضاف قيمة جديدة للجائزة، حيث أخرجها من دائرة التوقعات المألوفة، وطرح سؤالاً جوهريًا حول جدوى تجاهل المدافعين، وعمّا إذا كانت الكرة الذهبية ستظل حكرًا على المهاجمين أم ستشهد ثورة جديدة تُعيد الاعتبار لأدوار أخرى في الملعب.
القائمة النهائية للمرشحين – الكرة الذهبية 2025
🏆 جائزة الكرة الذهبية (30 لاعباً)
اللاعب | النادي |
---|---|
عثمان ديمبيلي | باريس سان جيرمان |
لامين يامال | برشلونة |
كيليان مبابي | ريال مدريد |
محمد صلاح | ليفربول |
جود بيلينجهام | ريال مدريد |
إيرلينج هالاند | مانشستر سيتي |
هاري كين | بايرن ميونخ |
فينيسيوس جونيور | ريال مدريد |
رافينيا | برشلونة |
أشرف حكيمي | باريس سان جيرمان |
جواو نيفيز | باريس سان جيرمان |
روبرت ليفاندوفسكي | برشلونة |
خفيتشا كفاراتسخيليا | باريس سان جيرمان |
فلوريان فيرتز | ليفربول |
كول بالمر | تشيلسي |
فيكتور غيوكيريس | أرسنال |
🥅 جائزة ليف ياشين (أفضل حارس مرمى)
الحارس | النادي |
---|---|
ياسين بونو | الهلال |
جيانلويجي دوناروما | باريس سان جيرمان |
تيبو كورتوا | ريال مدريد |
أليسون بيكر | ليفربول |
إيميليانو مارتينيز | أستون فيلا |
🌟 جائزة كوبا (أفضل لاعب شاب)
اللاعب | النادي |
---|---|
لامين يامال | برشلونة |
باو كوبارسي | برشلونة |
ديزيري دويه | باريس سان جيرمان |
كنان يلدز | يوفنتوس |
جواو نيفيز | باريس سان جيرمان |
🎯 جائزة يوهان كرويف (أفضل مدرب)
المدرب | النادي |
---|---|
لويس إنريكي | باريس سان جيرمان |
هانسي فليك | برشلونة |
أنطونيو كونتي | نابولي |
آرني سلوت | ليفربول |
إنزو ماريسكا | تشيلسي |
المصدر: صوت المغرب