في الذكرى 77 للنكبة.. احتجاجات في المغرب دعماً للفلسطينيين وضد التطبيع

خلد مئات المغاربة، مساء يوم الخميس 15 ماي 2025، الذكرى 77 للنكبة الفلسطينية التي تصادف الخامس عشر من ماي كل سنة، بتنظيم وقفات شعبية في عدد من المدن من بينها العاصمة الرباط.
واحتشد مجموعة من المتظاهرون أمام مبنى البرلمان بالرباط، في وقفة دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، “تعبيراً عن استمرار دعم الشعب الفلسطيني، ورفضاً للتطبيع مع الاحتلال”.
وهتف المتظاهرون بشعارات من قبيل “أوقفوا التهجير”، و”كلنا فدا فدا غزة الصامدة”، مع حمل رفع الأعلام الفلسطينية، وقرع الأواني المنزلية احتجاجاً على التجويع الذي يعاني منه سكان قطاع غزة.
في هذا الصدد، قال محمد الغفري المنسق الوطني للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إن الوقفات التي دعت إليها الجبهةاليوم تأتي في سياق اليوم الوطني الاحتجاجي رقم 23، بمناسبة الذكرى 77 للنكبة، و”احتجاجاً على استمرار التطبيع المغربي الصهيوني وتضامناُ مع الشعب الفلسطيني.
وحول المناسبة، يقول الغفري إن تاريخ 15 ماي 1948 ‘تم فيه الإعلان عن قيام دولة سميت إسرائيل’، مشيراً إلى أن هذا الحدث “استُشهد على إثره 15 ألف فلسطيني، وتم محو 531 قرية، وتهجير 950 ألف فلسطيني”. وأضاف: “هذا لم يحدث في أكتوبر 2023 أو يناير 2025، بل وقع في 1948. وهو ما يعني أن الجريمة مستمرة منذ ذلك الوقت”.
ولفت المتحدث إلى أن جرائم الاحتلال هي ذاتها منذ 1948: “تهجير مستمر، وتقتيل، ودموية ووحشية، ومحاولة لتصفية القضية الفلسطينية”. كما توقف المتحدث عند سعي إسرائيل تصفية الأونروا، المؤسسة الأممية المعنية باللاجئين”، مستنكراً استهداف موظفيها من قبل الاحتلال الإسرائيلي، والولايات المتحدة الأمريكية التي رفعت الحصانة عنها.
وقال الغفري إن تخليد الذكرى77 للنكبة يعبّر عن استمرار الجريمة الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وبالتالي “استمرار الإدانة المغربية لهذه الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، واستمرار إدانة الجماهير المغربية للتطبيع المغربي الصهيوني”.
من جانبها، اعتبرت حسناء قطني نائبة منسقة مجموعة “مغربيات ضد التطبيع”، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، أن هذا ذكرى النكبة “تؤرخ لمسلسل الانتهاكات الصارخة التي ارتكبها الكيان الصهيوني، وما يزال في حق الشعب الفلسطيني”، مشيرة إلى أنه تم تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من أراضيهم إثر إعلان قيام دولة “إسرائيل ” على الجزء الأكبر من أرض فلسطين التاريخية سنة 1948.
وقالت قطني إن القراءة الفاحصة لتداعيات هذه الواقعة في ذاكرة كل فلسطيني وعربي ومسلم “تجعلنا نخلص إلى أن النكبة ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي واقع مأساوي مستمر على اعتبار أن آثار التهجير مازالت قائمة، واللاجئون الفلسطينيون مازالوا محرومين من حق العودة، في ظل استمرار الاحتلال الصهيوني وسياساته العنصرية”.
وأضافت أنه “قد يتفق الجميع أن لذكرى النكبة اليوم طعمها الخاص ودلالاتها العميقة، بينما يعيش الشعب الفلسطيني في ظل حرب إبادة جماعية “لم يشهد التاريخ الحديث مثيلاً لها، في ظل تواطؤ دولي مكشوف، وصمت عربي مخز وغير مبرر”.
وبالإضافة إلى الرباط خرج المغاربة في مظاهرات حاشدة بعدة مدن من بينها وجدة وطنجة، وبني ملال، والجديدة. وتتواصل المظاهرات غداً الجمعة، إذ أعلنت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين عن تنظيم فعالية شعبية نضالية تحت شعار: “لا نكبة مع الطوفان ولا تطبيع مع الابادة والعدوان”، أمام مبنى البرلمان، والتي من المقرر أن تستمر من الساعة السابعة إلى العاشرة ليلاً.
كما أعلنت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة إلى غضب تحت شعار “لا نكبة بعد الطوفان، ولا تطبيع بعد العدوان”. ودعت إلى الخروج في مظاهرات بعد ضلاة الجمعة وفي مساء اليوم ذاته دعما لصمود الشعب الفلسطيني الأبي الذي يواجه آلة الحرب الهمجية، وتنديدا باستمرار مجازر الإبادة في حق المدنيين بغزة الصامدة، ولسياسة التجويع الممنهجة التي يمارسها الكيان المحتل”.