بوخبزة: العلاقات المغربية- الموريتانية تدخل مرحلة جديدة من التنسيق والتكامل الإقليمي

في سياق دينامية جديدة تشهدها العلاقات المغربية–الموريتانية، شارك وفد مغربي رفيع المستوى في أشغال المنتدى البرلماني الاقتصادي المغربي–الموريتاني، الذي انعقد يومي 9 و10 ماي الجاري، قبل أن يختتم أشغاله بإصدار “إعلان نواكشوط” الذي أكد أن ربط المغرب وموريتانيا بعمقهما في الساحل الإفريقي يشكل “رافعة واعدة للمبادلات القارية والدولية”.
وتعليقا على الموضوع، أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة عبد المالك السعدي، محمد العمراني بوخبزة، أن العلاقات بين المغرب وموريتانيا تعرف اليوم تحولًا استراتيجيًا يعكس مرحلة جديدة من التعاون المتقدم، مدفوعة برؤية دبلوماسية مغربية نشطة، سواء على المستوى الرسمي أو من خلال الدبلوماسية الموازية.
وأوضح بوخبزة، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، أن هذا التطور تعززه المكانة التي بات يحتلها المغرب داخل محيطه الإفريقي والدولي، إلى جانب التحولات السياسية والاقتصادية التي تعرفها موريتانيا، مشيرًا إلى أن الرباط تشتغل بدقة على استثمار هذه التحولات الجيوستراتيجية لبناء علاقات أكثر ترابطًا وفعالية مع نواكشوط.
وسجّل المتحدث أن العلاقات الثنائية شهدت تسارعًا واضحًا منذ أزمة الكركرات، ثم عقب وصول الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إلى سدة الحكم، حيث تم توسيع مجالات التعاون من خلال تبادل الزيارات بين المسؤولين المدنيين والعسكريين من كلا البلدين، بما في ذلك الزيارة الخاصة التي قام بها الرئيس الموريتاني إلى المغرب.
وأشار بوخبزة إلى أن المغرب يوظف بذكاء أخطاء خصوم وحدته الترابية، والذين لا يُحسنون قراءة التحولات المتسارعة في المنطقة، مؤكدًا أن بعض القرارات المتسرعة الصادرة عن هذه الأطراف تعزز من موقع الرباط كفاعل موثوق به وشريك إقليمي مستقر.
واعتبر الأستاذ الجامعي أن آفاق العلاقات المغربية ـ الموريتانية واعدة، خصوصًا في ظل المشاريع الاستراتيجية الكبرى التي أطلقها المغرب، وعلى رأسها مشروع أنبوب الغاز نيجيريا ـ المغرب، ومبادرة الواجهة الأطلسية التي أعلن عنها الملك محمد السادس لفائدة الدول الإفريقية غير الساحلية، وهي مشاريع تستدعي انخراطًا موريتانيًا فاعلًا.
وشدد الأكاديمي على أن “السياق الإقليمي والدولي يمنح هذه العلاقات دينامية جديدة، ويعزز من مؤشرات تطورها نحو شراكة استراتيجية قوية، مبنية على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل”.
ويذكر أن، المنتدى، الذي انعقد تحت الرئاسة المشتركة لرئيس مجلس النواب المغربي رشيد الطالبي العلمي ونظيره الموريتاني محمد بمب ولد مكت، يُعد الأول من نوعه من حيث الحجم والتنسيق المؤسساتي، ويستهدف تكريس التعاون البرلماني بين الرباط ونواكشوط في ملفات التنمية الاقتصادية، والتأسيس لقناة دائمة للتشاور السياسي والتكامل التنموي في فضاء مغاربي يعاني من أزمات مزمنة وجمود هيكلي.
وناقش الطرفان المغربي والموريتاني جملة من الملفات ذات الأولوية، أبرزها، مناخ الأعمال، الأمن الغذائي، الفلاحة، الصيد البحري، الاقتصاد الأزرق، التكوين المهني، الجمارك، الاستثمار، وتنمية المبادلات التجارية بين البلدين.