story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

بلاوي: المحاماة أحد جناحي العدالة.. والتطور التكنولوجي يفرض دينامية إصلاحية

ص ص

أكد هشام بلاوي، الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض ورئيس النيابة العامة، أن مهنة المحاماة تُعد أحد جناحي العدالة إلى جانب القضاء، وأن العدالة تحلق بهذين الجناحين نحو أسمى مستويات تحقيق المحاكمة العادلة وتجسيد حقوق الدفاع، مؤكدا أن المحامين والقضاة يتقاسمون نفس القيم ويحملون نفس الرسالة ويتنفسون نفس المبادئ النبيلة في خدمة العدالة.

واعتبر بلاوي خلال مداخلته في فعاليات المؤتمر الوطني العام 32 لجمعية هيئات المحامين بالمغرب، الخميس 15 ماي 2025 بطنجة، أن المؤتمر يشكل محطة وطنية مهمة لمناقشة مختلف القضايا المرتبطة بالمهنة، معتبرا أن هذا الحدث يمثل فرصة لتسليط الضوء على التحديات التي تواجه المحامين، وكذا للتأكيد على دورهم المحوري في حماية الحقوق والحريات.

وفي هذا الإطار، شدد بلاوي، خلال المؤتمر الذي نظم تحت شعار “مهنة المحاماة، فاعل مركزي وشريك أساسي في تحقيق العدالة”، (شدد) على أن “استحضار اللحظات التاريخية التي عاشتها أسرة الدفاع يُعد محطة ضرورية لربط الماضي بالحاضر، بما يتيح مواصلة السير نحو الرقي بمنظومة العدالة”، موضحا أن “هذه الدينامية الإصلاحية لا يمكن أن تكتمل إلا من خلال انخراط فعّال لأسرة الدفاع، خصوصاً في ظل التحديات المتسارعة التي تفرضها العولمة الاقتصادية وتحولاتها العميقة”.

وتابع بلاوي، الذي عُين مؤخرا رئيسا للنيابة العامة، خلفا للحسن الداكي، أن “هذه التحديات تتعاظم بفعل الطفرات التكنولوجية المتلاحقة، لاسيما في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو ما يتطلب تعبئة جماعية للطاقات، والتفافاً حول القيم والمبادئ النبيلة المؤطرة لمهنة الدفاع”، مشددا على أن “الإصلاح البنيوي للمهنة أصبح ضرورة ملحة لضمان استقلاليتها وتكيفها مع المستجدات، كما دعا إليه الملك في رسالته الموجهة إلى أسرة الدفاع سنة 2000”.

و”انطلاقاً من أهمية هذا الحدث”، أبرز بلاوي البعد التاريخي العميق للمؤتمر، مذكّراً بأن أول مؤتمر وطني تأسيسي للمهنة انعقد سنة 1962، أي قبل ستة عقود، موضحا أن “هذه العقود تعكس مساراً نضالياً وحقوقياً ضارباً في جذور التاريخ الوطني، وتُبرز استمرارية تقاليد الدفاع وأصالتها”.

وإمعاناً في ربط الماضي بالحاضر، أكد بلاوي أن “هذه اللحظة التاريخية تقتضي التوقف عند نماذج مشرقة من النقباء والمحامين الذين ساهموا في تأسيس الهيئات المهنية وترسيخ تقاليد الدفاع”، مشيراً إلى أنهم “لم يكونوا مجرد محامين، بل رجال دولة ومربين أسهموا بفكرهم ومواقفهم في بناء مسار العدالة بالمغرب”.

وختم بلاوي مداخلته بالتأكيد على أن “الخَلَف اليوم يسير على خطى أولئك المؤسسين ويقتفي أثرهم”، مشدداً على أن “أسرة الدفاع لطالما كانت ملاذاً للمستضعفين وملجأً للساعين إلى حقوقهم، وسجلت عبر مسيرتها مواقف مشرفة في الدفاع عن القضايا الوطنية والحقوقية والإنسانية، وأسهمت في ترسيخ قيم دولة الحق والقانون”.