story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

بعد اعتراض خارجية بلاده.. زيارة زوما للمغرب تمت بتنسيق من سفارة جنوب إفريقيا- وثيقة

ص ص

بعد تعبير وزارة الخارجية الجنوب إفريقية عن غضبها إزاء زيارة جاكوب زوما إلى المغرب، ورفع العلم الوطني لبلاده خلال هذه الزيارة، كشفت وثيقة رسمية أن الزيارة تمت وفق ترتيبات رسمية وتنسيق بروتوكولي من سفارة جنوب إفريقيا بالرباط.

وتُظهر الوثيقة، التي هي عبارة عن رسالة موجهة من السفارة إلى وزارة الشؤون الخارجية المغربية، أن السفارة طلبت من مديرية البروتوكول التابعة للوزارة تسهيل مرور وفد يقوده الرئيس الجنوب إفريقي السابق وزعيم حزب “أومكونتو وي سيزوي” جاكوب زوما.

وجاء في الوثيقة، التي نشرتها صحيفة MEDIAS24، أن “سفارة جمهورية جنوب إفريقيا بالرباط تتشرف بتقديم أطيب تحياتها إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، مديرية البروتوكول، ويشرفها أن تلتمس التفضل بتيسير مرور وفد برئاسة الرئيس الجنوب إفريقي السابق سعادة السيد جاكوب زوما عبر قاعة الشرف بمطار الرباط- سلا”.

وأشارت الرسالة إلى موعد زيارة زوما، حيث جاء فيها أنه “سيقوم بزيارة إلى المغرب من 15 إلى 18 يوليوز 2025. الوصول: 15 يوليوز 2025 على الساعة 13:45 على متن رحلة الخطوط الجوية الفرنسية رقم AF1258 القادمة من باريس. المغادرة: 18 يوليوز 2025 على الساعة 14:10 على متن الرحلة رقم AF1259 المتجهة إلى باريس”.

كما تضمنت الوثيقة أسماء وأرقام جوازات سفر أعضاء الوفد المرافق لجاكوب زوما إلى المملكة، وعددهم سبعة، من بينهم نومسا نوموندي تجالي، والعقيد سيخوساني نهلانلا بينيديكت، والنقيب نتومبيلا جابولاني إفرايم.

وتشير الوثيقة ذاتها إلى أن “وصول السيد زوما سيسبقه وصول فريق تحضيري إلى المغرب في 12 يوليوز 2025″، ويتكون من أربعة أشخاص، وقد تم تزويد الوزارة بأسمائهم وأرقام جوازات سفرهم أيضًا.

وتتناقض هذه الوثيقة المسربة مع ما جاء في البيان الصادر بتاريخ 6 غشت 2025 عن وزارة الخارجية الجنوب إفريقية، والذي عبّر عن “اعتراضه الشديد وقلقه بشأن الظروف التي أحاطت بالزيارة الأخيرة لزعيم جنوب إفريقي بارز”، في إشارة إلى زوما.

وطالبت جنوب إفريقيا المغرب بعدم استخدام علمها الوطني في اجتماعات مع جهات غير حكومية، معتبرة أن رفعه خلال لقاء زعيم سياسي معارض يُعد “تجاوزًا للأعراف والبروتوكولات المعمول بها”.

وقالت وزارة العلاقات الدولية والتعاون بجنوب إفريقيا، في بلاغ نُشر على موقعها الرسمي، إنها تُعبر عن “اعتراضها الشديد وقلقها إزاء الظروف التي أحاطت بالزيارة الأخيرة لأحد القيادات البارزة من جنوب إفريقيا إلى المملكة المغربية”، في إشارة إلى الرئيس الأسبق جاكوب زوما، الذي يشغل حاليًا منصب زعيم حزب “أومكونتو وي سيزوي”.

وأدانت الوزارة استخدام العلم الوطني لجنوب إفريقيا خلال اللقاء الذي جمع زوما بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في العاصمة الرباط بتاريخ 15 يوليوز 2025.

وأوضحت بريتوريا أنه، رغم اعتراف جنوب إفريقيا بحق المغرب السيادي في دعوة الأفراد والمجموعات، فإنها “تُعبر، باسم حكومة جمهورية جنوب إفريقيا، عن احتجاجها الشديد على استخدام الرموز الوطنية الرسمية”.

وأشارت الوزارة إلى أن جنوب إفريقيا أبلغت المملكة المغربية بأن عرض الرموز الوطنية “يوحي بطبيعة رسمية ويمثل ضمنياً تأييد الدولة، مما يعطي الانطباع بأن الاجتماع يرقى إلى مستوى تواصل رسمي بين دولتين”.

واعتبرت أن ذلك “يتنافى مع الأعراف والممارسات الدبلوماسية المعتمدة، نظرًا لكون المشاركين لا يمثلون المواقف أو المهام الرسمية لحكومة جنوب إفريقيا”.

وشددت على أن الاجتماع بين زوما وبوريطة “لا يمكن الاعتراف به كاجتماع رسمي ثنائي”، وأكدت “رفض أي استنتاجات أو تأويلات تُبنى على هذا اللقاء بشكل قاطع”.

كما جدّدت بريتوريا تأكيدها على أن حكومة جنوب إفريقيا تعتبر استخدام رموزها الوطنية في سياقات توحي بدعم رسمي من الدولة لجهات غير حكومية “أمرًا غير لائق، بغض النظر عن السياق أو النوايا”.

ودعت الحكومة الجنوب إفريقية نظيرتها المغربية إلى “الامتناع عن مثل هذه الممارسات مستقبلًا”، حرصًا على تعزيز العلاقات الثنائية الودية، والالتزام بالمبادئ الأساسية المتمثلة في الاحترام المتبادل بين الدول ذات السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

واختتم البلاغ بالتشديد على أن احترام هذه المبادئ يُعد شرطًا أساسيًا لتطوير علاقات إيجابية ومستدامة بين البلدين.

وكان الرئيس الجنوب إفريقي السابق جاكوب زوما، قد حلّ بالرباط، حاملاً معه اعتراف حزبه “أومكونتو وي سيزوي” الحديث النشأة بمغربية الصحراء بعد أسابيع قليلة من إعلانه دعم مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لتسوية القضية.

واعتبر زوما، خلال لقائه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، يوم الثلاثاء 15 يوليوز 2025، أن مبادرة الحكم الذاتي من شأنها أن “تمكّن من توفير حكم محلي فعّال لسكان منطقة الصحراء، مع ضمان سيادة المغرب”، على الأقاليم الجنوبية.

ومن جانبه، اعتبر حزب المؤتمر الوطني الإفريقي اللقاء الذي جمع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، وجاكوب زوما “محاولة خطيرة” لنزع الشرعية عن النظام الحالي.

وأوضح الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا موقفه، عبر بيان نشره على حسابه الرسمي بموقع إكس (تويتر سابقاً)، بأن اللقاء الثنائي الذي اعتبره “استفزازاً وتدخلاً غير مقبول في الشؤون الداخلية”، تم مع شخصية معارضة لا تمثل الحكومة المنتخبة، مع استخدام العلم الوطني لجنوب إفريقيا.

وقال الحزب الجنوب إفريقي إن إدراج الرموز الوطنية في أنشطة حزبية “تنظمها قوى أجنبية هو أمر مضلل، ويمثل جزءاً من أجندة أوسع للتدخل الأجنبي”، داعياً وزارة العلاقات الدولية والتعاون في البلاد، إلى تقديم احتجاج دبلوماسي، ومطالبة السلطات المغربية “باعتذار وتفسير فوري”.