بسبب تغليط الجمهور.. “الهاكا” توجه إنذارين إلى القناة الأولى وميد راديو

قررت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا) توجيه إنذارين لكل من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وإذاعة “ميد راديو”، على خلفية تورطهما في “تغليط الجمهور من خلال تعريضه لمواد إعلانية ذات هدف إشهاري غير منصوص عنها”.
وقالت الهاكا، في بلاغين منفصلين توصلت بهما صحيفة “صوت المغرب”، إنها عاينت في إطار التتلع المنتظم للبرامج السمعية البصرية، بث قناة “الأولى” خلال شهر رمضان سلسلة فكاهية بعنوان “سعادة المدير” تضمنت حلقاتها تكراراً واضحاً لاسم المؤسسة الراعية للسلسة، خارج الإطار المخصص للتعريف بالمؤسسة الراعية خلال البرنامج موضوع رعايتها.
من جهة أخرى، سجلت الهيئة خروقات مماثلة خلال حلقة 3 مارس 2025 من برنامج “لالة مولاتي” على “ميد راديو”، والتي تضمنت على لسان مقدمة البرنامج ذكر أسماء علامات تجارية للمؤسسات الراعية للمسابقات بطريقة متكررة واضحة وخارج الإطار المخصص للتعريف بهذه المؤسسات، وهو ما اعتبرته الهيئة “مساً بحرية الجمهور في التمييز بين المحتوى التحريري والإعلاني”.
كما سجلت إقران ، السلسلة والبرنامج المذكورين، هذا الذكر بعبارات “ذات طبيعة تنويهية وترويجية تهدف إلى اجتذاب اهتمام الجمهور أو فئة منه”، فضلاً عن التعريف ببعض العروض الخدماتية والتجارية المقدمة من لدن المؤسسات الراعية للسلسة والمسابقات.
واعتبر المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري خلال اجتماعه المنعقد بتاريخ 08 ماي 2025، أن المضمون الإعلامي المقدم من شأنه “تغليط الجمهور وإيقاعه في اللبس بشأن طبيعة المضمون الإعلامي المقدم، من خلال تعريضه لمواد إعلانية ذات هدف إشهاري غير مفصوح عنه وغير مفصول عن العمل التخييلي أو المادة التحريرية”.
كما اعتبرت أن المحتوى الذي بث عبر برنامج “لالة مولاتي” على إذاعة “ميد راديو”، من شأنه “المس بحرية الجمهور في الاختيار بين المادة التحريرية والمادة الإعلانية؛ وهي الحرية التي تتأتى أساساً من خلال العلم المسبق بطبيعة المضمون المقدم”.
أما بالنسبة لسلسلة “سعادة المدير” على قناة الأولى، فاعتبرت الهيئة أنه يترتب عنها “المساس بحق الجمهور في عدم تعريضه لمضمون تخييلي لا يتم بشكل واضح تمييز طبيعته الإبداعية عن غايته التجارية انسجاماً مع روح الخدمة العمومية”، وهو الحق الذي يتأتى ضمانه أيضاً من خلال العلم المسبق بطبيعة المضمون الإعلامي المقدم.
وبناء على هذه المعاينات، قرر المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري خلال اجتماعه بتاريخ 8 ماي 2025 توجيه إنذار رسمي إلى المؤسستين مع نشر القرار في الجريدة الرسمية، تنبيهًا بضرورة احترام قواعد الشفافية والفصل بين الإشهار والمضامين الإعلامية.
وقالت الهيئة إن المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري يرى أن المضمون المقدم لم يحترم الشروط التي تؤطر إدراج أسماء المؤسسات الراعية للبرامج كما هو منصوص عليه في دفتر تحملات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، كما يعتبر أنه يستجمع عناصر الإشهار غير المعلن عنه كما هو معرف في القانون رقم 77.03 المتعلق بالاتصال السمعي البصري.