النفط يتعافى والأسواق تترقب في ظل مخاوف جيوسياسية

عادت أسعار النفط إلى الارتفاع في مستهل تعاملات اليوم الخميس، بعد خمسة أيام متتالية من التراجع، في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية حالة من الترقب والتقلب، على وقع توترات جيوسياسية متصاعدة وقرارات تجارية مثيرة للجدل من الولايات المتحدة.
وارتفع خام برنت بنسبة 0.9% ليبلغ 67.50 دولارا للبرميل صباح اليوم ، وفقا لبيانات “بلومبرغ”، بينما استقر خام غرب تكساس الوسيط عند 65 دولارا. ويأتي هذا التعافي الطفيف بعد خسائر أسبوعية بلغت نحو 8.7%، هي الأكبر منذ ماي الماضي.
ويعزى هذا الارتفاع إلى مؤشرات على تحسن الطلب في الولايات المتحدة، حيث أظهرت بيانات حكومية تراجعا في مخزونات النفط الخام بحوالي 3 ملايين برميل الأسبوع الماضي، تزامنا مع تشغيل المصافي الأمريكية بطاقاتها الموسمية القصوى، في أعلى مستوى لها منذ عام 2019.
وفي الوقت الذي تواصل فيه العقوبات الغربية الضغط على قطاع الطاقة الروسي، خففت الأحاديث المتزايدة عن احتمال عقد مفاوضات مباشرة بين واشنطن وموسكو من المخاوف بشأن تعطل الإمدادات. فقد صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن هناك “فرصة جيدة جدا” لعقد لقاء قريب يجمعه بالرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ضمن مسعى دبلوماسي جديد لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
لكن على الجبهة الاقتصادية، أعلنت واشنطن مضاعفة الرسوم الجمركية على عدد من السلع الهندية لتصل إلى 50%، بسبب استمرار الهند في استيراد الطاقة من روسيا، ما زاد من توتر الأجواء التجارية، خصوصا أن القرار سيدخل حيز التنفيذ في غضون ثلاثة أسابيع. وفي المقابل، لم تتخذ إجراءات مماثلة تجاه الصين، التي تعد أيضا من كبار مستوردي النفط الروسي.
وفي آسيا، رفعت السعودية أسعار بيع النفط الخام لزبائنها للشهر الثاني تواليا، في مؤشر على ثقتها في استمرار الطلب القوي، تزامنا مع إعلان تحالف “أوبك+” زيادة جديدة في الإمدادات قدرها 547 ألف برميل يوميا، اعتبارا من سبتمبر المقبل.
وتفاعلت أسواق المال مع هذه التطورات بشكل متباين، إذ ارتفعت الأسهم الآسيوية والعقود الآجلة للمؤشرات الأمريكية، حيث قفز مؤشر “MSCI” لأسهم آسيا بنسبة 0.9%، كما زادت العقود الآجلة لمؤشري “ناسداك 100″ و”ستاندرد آند بورز 500” بنحو 0.3% خلال الجلسة الآسيوية.
وبينما تستمر الضغوط السياسية والاقتصادية، يبدو أن الأسواق باتت تميل إلى التركيز أكثر على مؤشرات العرض والطلب المباشر، وسط تراجع في ردود الأفعال تجاه القرارات العقابية، خصوصا المرتبطة بالنفط الروسي.
أكرم القصطلني _ صحافي متدرب