المشيشي العلمي: الأخبار الزائفة من أكبر المعضلات التي تواجه المجتمعات

أكد الفقيه القانوني ووزير العدل الأسبق، محمّد الإدريسي العلمي المشيشي، أن الأخبار الزائفة تُعدّ من أكبر المُعضلات التي تُواجه الدول والمجتمعات في العصر الرقمي، مورداً أن انتشار شبكات التواصل الاجتماعي، “أضعف الثقة في المؤسسات الإعلامية المحترمة”.
وأوضح المشيشي العلمي، خلال محاضرةٍ افتتاحية مُعنونةٍ بـ”الإعلام والقانون وتحديات التقنيات الجديدة للتواصل”، ألقاها، يوم الجمعة 02 ماي 2025، في ندوةٍ دولية بمدينة بني ملال، أن شبكات التواصل الاجتماعي تُستخدم أحيانا للتّلاعب والخداع السياسي أو الاجتماعي، مشيراً إلى أن هناك “عجز” في التصدي للأخبار الزائفة في ظل التطوّر التكنولوجي.
وقال المدير السابق للمعهد العالي للإعلام والاتصال، والذي سبق وشغل أيضا منصب أستاذ للعلوم القانونية بجامعة محمد الخامس إنّ “الانتشار السريع للتكنولوجيا يُثير تساؤلات قانونية عديدة تتعلق بمسؤولية المنصات الإعلام الاجتماعي في مراقبة المحتوى الذي يتم نشره أو التواصل بشأنه”.
جدلية الحرية والتكميم..
وأضاف المشيشي العلمي: أن هذا الأمر “يُعمق الجدل حول مجال حرية الرأي والتعبير وحدودها من جهة، وتكميم الأفواه وتقليص مساحات الحرية بدون أي سند بذريعة حفظ النظام العام والمصلحة العامة من جهة ثانية”.
وأبرز المحاضر ذاته، أن التطورات التكنولوجيا أو الرقمية أفرزت واقعا أو تحوّلات تفرض تحديات قانونية مُتجدّدة، معتبرا أن “القانون يُلاحق الإعلام، وسيبقى دائما هذا الأخير في المقدّمة والنصوص القانونية وراءه”.
وأوضح أن “القانون يتفاعل مع الأحداث التي تجري داخل المجتمع، ويخرج من عُمقها، ولا يجب أن يسبقها أو يتخلّف عليها”.
وذكر أن “عدّة دول أصدرت قواعدا قانونية جديدة لضبط المحتوى الرقمي ومراقبته، ومراعات قواعده وأخلاقياته وتهتم بسردياته، وتُحاول جاهدةً تنقيته من الشوائب ومكافحة الجرائم الإلكترونية وخدمة الغايات النبيلة”، مستدركا: “لكنها تنحرف أحيانا عن هاته الغايات النبيلة، وتخدم تقييد حرية التعبير عن الرأي السياسي أو الاجتماعي أو التضييق عن الحريات الفردية أو الجماعية”.
يُذكر أن عقبَ المحاضرة الافتتاحية لأشغال النّسخة الرابعة للندوة، تم تقديم هدية رمزية تذكارية للفقيه القانوني المشيشي العلمي من طرف إدارة جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال.
ونُظمت هاته الندوة الدولية، في نسختها الرابعة، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة السلطان مولاي سليمان، مدينة بني ملال، على مدى يومي 2 و3 ماي الجاري، تحت عنوان “الإعلام والقانون: التحديات والفُرص في العصر الرقمي”، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قد أعلنت اليوم العالمي لحرية الصحافة في سنة 1993 بناءً على التوصية التي اعتمدها المؤتمر العام لليونسكو في دورته السادسة والعشرين التي عُقدت في سنة 1991.
*طالبي المحفوظ