story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

الحجر في مصبّ وادي الشعبة.. مسؤولو آسفي يوضّحون

ص ص

أثار وجود حجر من الإسمنت المسلّح عند مخرج وادي الشعبة على واجهة البحر بمدينة آسفي جدلاً واسعًا، بعد أن وجّهت إليه اتهامات على مواقع التواصل الاجتماعي باعتباره السبب المباشر في الفيضانات والسيول التي ضربت المدينة عقب التساقطات الرعدية القوية ليوم 14 دجنبر الجاري، والتي خلّفت مأساة إنسانية أودت بحياة نحو 37 شخصًا، فيما لا يزال شخص واحد في عداد المفقودين إلى حدود الساعة.

ووفق ما جرى تداوله، فإن الحجر المذكور يُشتبه في كونه أعاق التدفق الطبيعي لمياه الوادي نحو البحر، ما تسبب في ارتداد السيول نحو الأحياء السكنية المجاورة، في وقت وجيز، وبقوة جارفة، حوّلت عدداً من المناطق إلى بؤر خطر.

غير أن رئيس المجلس الجماعي لآسفي، إلياس البداوي، قلّل من هذه الاتهامات، مؤكداً في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” أن الحسم في أسباب الفاجعة “لا يمكن أن يتم بهذه السهولة”، مشددًا على أن الأمر “يتطلب تقصيًا ميدانيًا ودراسات تقنية دقيقة”، قبل الجزم في مسؤولية أي عنصر بعينه.

وقال البداوي إن هناك “عدة أسباب طبيعية وتقنية” قد تكون وراء ما وقع، مستبعدًا أن يكون الحجر المسلح بالإسمنت السبب المباشر في الكارثة.

وأضاف رئيس المجلس، المنتمي إلى حزب الأصالة والمعاصرة، أن وكالة الحوض المائي تتحمل مسؤولية أساسية في ما يخص تنقية الأودية وتدبيرها، في إطار الاختصاصات المخولة لها قانونًا.

من جهته، أوضح عبد الرحيم كوناس، مندوب وزارة التجهيز والماء بإقليم آسفي، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، أن الحجر يعود إلى سنوات قديمة، وهو تابع للوكالة الوطنية للموانئ، التي قامت بوضعه في تلك الزاوية، إلى جانب حجر آخر، في سياق ترتيبات سابقة.

ونفى كوناس بشكل قاطع أي مسؤولية لمندوبية وزارة التجهيز والماء أو للوزارة الوصية في هذا الموضوع.

ويأتي هذا الجدل في وقت تتواصل فيه مطالب واسعة بفتح تحقيق تقني مستقل، يحدد بشكل دقيق تسلسل الأسباب والمسؤوليات، في واحدة من أعنف الفيضانات التي شهدتها مدينة آسفي في تاريخها الحديث، وسط تساؤلات متزايدة حول تدبير الأودية، والاستعداد لمواجهة المخاطر المناخية المتصاعدة.

يشار إلى أن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بآسفي، أعلن بداية الاسبوع الجاري، أن النيابة العامة قررت فتح بحث قضائي على خلفية السيول الفيضانية التي شهدها إقليم آسفي، مساء أمس الأحد 14 دجنبر 2025، والتي أسفرت، في حصيلة مؤقتة، عن وفاة حوالي 37 شخصا.

*آسفي – صلاح الدين خرواعي