الجزائر تعيد 15 مغربيا عبر الحدود البرية و 290 آخرون ينتظرون

بعد ما يقارب الثلاث سنوات على قطع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والجزائر، لا زالت الشعوب تؤدي الثمن، بملفات اجتماعية عالقة، خلفت جثثا دون دفن ومحتجزين دون محاكمة وعائلات تحمل ملفات أبنائها بحثا عن يد في الجانب الآخر من المعبر المغلق تساعد، وأعين تترقب المعبر البري الحدودي بين البلدين، تنتظر عائدا طال انتظاره.
وفي السياق ذاته، فتحت الحدود البرية بين البلدين، الرابطة بين مغنية ووجدة، اليوم الأربعاء 22 ماي 2024 بشكل استثنائي، لترحيل وتسليم دفعة جديدة من المهاجرين المغاربة الذين كانوا محتجزين في السجون الجزائرية، و أمضوا عقوبة سجنية بموجب القانون الخاص بدخول الأجانب للتراب الجزائري والإقامة فيها.
ترحيل 15 شابا مغربيا اليوم، يأتي بعد أزيد من أربعة أشهر من الجمود، وتوقف عمليات تسليم المواطنين بين البلدين، بسبب إشكالات مرتبطة بالتفاهم بين البلدين، يقول مقربون من الملف لـ”صوت المغرب” أن المغرب والجزائر في الطريق نحو تجاوزها وحلحلة هذا الملف العالق.
دفعة اليوم شملت 15 شابا مغربيا تمكنوا من العودة إلى عائلاتهم، إلا أن 290 شابا مغربيا لا زال في السجون الجزائية ينتظر الترحيل للمغرب، منهم 115 شابا استكملوا الإجراءات القانونية، وينتظرون فرصة للاستفادة من تذكرة العودة.
رسائل مناشدة
تعثر عمليات الإعادة، كان قد دفع عائلات الشباب المغاربة المرشحين للهجرة المعتقلين والمحتجزين في السجون الجزائرية، إلى توجيه رسالة مناشدة إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، شهر أبريل الماضي، من أجل إطلاق سراحهم وترحيلهم لوطنهم، بإصدار عفو شامل ينهي معاناة العائلات والشباب الذين منهم من تجاوز سنتين من الاحتجاز دون محاكمة.
وقالت العائلات في رسالتها التي كانت قد اطلعت عليها “صوت المغرب” إن عددا من الشباب المغاربة يتواجدون بمختلف مراكز الاحتجاز والسجون ومتابعين بموجب القانون 11/08، منهم من كانوا يشتغلون بعدة حرف ويمتهنون الصباغة والنجارة أو التزيين والتبليط أو الزليج والبناء وفضلوا الاستقرار في الجزائر، وآخرون عبروا الحدود بشكل نظامي أو غير نظامي من أجل الهجرة ووقعوا في براثين مافيا التهجير والنصب والاحتيال بعد وعدهم بتهجيرهم للديار الأوروبية عبر الشواطئ الجزائرية.
إضافة إلى تبون، راسلت العائلات جهات دولية، منها الصليب الأحمر الدولي، وناشدته للتدخل، كما راسلت مؤسسات وطنية، منها المجلس الوطني لحقوق الإنسان.
41 جثة أعيدت في سنتين
إلى جانب المحتجزين في السجون، تثير العائلات قضية الجثث المغربية في أيدي السلطات الجزائرية، والتي تعقدت عملية استعادتها منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وفي السياق ذاته، يقول حقوقيون إنه خلال العامين الأخيرين فقط، استعاد المغاربة 41 جثة لأبنائهم من السلطات الجزائرية، ولا زالت جثث كثيرة تنتظر ، كوكانت آخر جثة استعيدت تعودلشاب منحدر من مدينة الجديدة، حاول الهجرة من شمال المغرب نحو إسبانيا، غير أن أمواج المتوسط رمت بجثته في العاصمة الجزائر، وأعادتها السلطات الجزائرية برا بعد أشهر من الانتظار، ليدفن في المغرب.