ابن كيران: “جيل Z” كان قادرا على إسقاط أخنوش لو أوقف احتجاجاته في الوقت المناسب
قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله ابن كيران، إن شباب “جيل Z” كان بإمكانهم إسقاط رئيس الحكومة عزيز أخنوش لو أحسنوا تقدير لحظة توقيف الاحتجاجات، معتبراً أن استمرارهم في النزول إلى الشارع جعلهم “يصطدمون بالدولة”، وهو ما أدى إلى توقف الحركة قسرا وعدم بلوغ أهدافها.
وأوضح ابن كيران، خلال لقاء تواصلي نظّمته جمعية النخبة المغربية للقادة الشباب يوم السبت 15 نونبر 2025، أن حركة “جيل Z”، “كانت قادرة على تحقيق مطالبها بنسبة مائة في المائة، خاصة مطلب رحيل رئيس الحكومة، لكنها تجاوزت الحدود لأنها لم تعرف متى تتوقف”.
وأضاف أن “السياسة تحتاج ميزاناً دقيقا، تعرف متى تبدأ ومتى تتوقف، لأن الاستمرار في الضغط قد يجعل الدولة تُظهر وجهاً آخر يصعب مواجهته”.
واعتبر المسؤول الحزبي أن احتجاجات شباب “جيل Z” انفجرت بسبب “الفساد المستشري”، مضيفاً أن هذه الفئة “لم تتحدث مع الأحزاب، أغلبية ومعارضة، وكأنها فقدت الأمل فيها”، لكنه شدد على أن سبيل التغيير الحقيقي يمر عبر الأحزاب والعمل الجماعي المنظم، وليس عبر الاحتجاج فقط.
وبخصوص قرار المجلس الوزاري منح دعم مالي للشباب من أجل تشجيعهم على الترشح الفردي للانتخابات المقبلة، أكد ابن كيران أن حزبه “غير متفق مع هذه الصيغة”، مضيفاً بالقول: “سنراقب التجربة، وأظن أنها ستُصنّف ريعا”.
وتساءل في هذا السياق، عن كيفية تشكيل الأغلبية داخل البرلمان في حال تنافست لوائح الأحزاب مع لوائح الشباب، مضيفا “وإن حصلنا على أغلبية شبابية، فكيف سيتم اختيار رئيس الحكومة؟”.
ودعا رئيس الحكومة السابق، الشباب إلى الانخراط في العمل السياسي رغم الصعوبات التي تشهدها الأحزاب، مشدداً على أن معيار اختيار الشباب لأي حزب ينبغي أن يكون “مدى احترامه للديمقراطية الداخلية”.
وتساءل في هذا الصدد: “كيف لحزب لا يحترم الديمقراطية داخله، ويُعيّن بالزبونية والمحسوبية، ثم ينادي بالديمقراطية داخل الدولة؟ معتبرا أن “حزب غير ديمقراطي لا يمكن أن يكون مصلحاً”.
وشجع، في غضون ذلك، الشباب على مواجهة الاختلالات داخل الأحزاب والتحلي بالشجاعة في التعبير عن آرائهم، لكن “في الوقت المناسب وبأسلوب لبق ومتزن”، محذراً من أن “العمل السياسي منسوب خطره مرتفع، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى السجن في بعض الأوقات”.
وأكد ابن كيران أن العزوف السياسي لدى الشباب ناتج عن تراجع جاذبية العمل الحزبي، ومحاربة بعض الجهات للأحزاب، بالإضافة إلى مظاهر العنف والبلطجة داخل بعض التنظيمات، وتشويه سمعة أحزاب أخرى منضبطة، ما جعل السياسة والعمل السياسي يفقد بريقه.
وقال إن هذا الوضع يؤدي إلى “إفقار الأحزاب من الكفاءات”، وترك المجال لأشخاص “يريدون السياسة من أجل الريع والمصالح”.
وأضاف المتحدث أن الديمقراطية لا تعني بالضرورة أن يتولى الشباب مناصب داخل الأحزاب أو المؤسسات، “بل إن جوهر الديمقراطية الحقيقي هو أن تُحترم إرادة الناخبين، وأن تكون الأصوات هي الفيصل في تحديد من يتولى المسؤولية”.
وخلص عبد الإله ابن كيران إلى إن الديمقراطية تقتضي احترام قواعد السياسية، وأن التصويت هو الذي يمنح الشرعية، مضيفًا أنه “لا يمكن أن نقول إن الديمقراطية هي أن نضع شبابًا في المناصب فقط لأنهم شباب؛ الديمقراطية هي أن المصوتون يختارون، من يريدون، كيفما كان عمرههم”.