بعد إصابة والده بمرض عضال.. دعوات للإفراج عن ناصر الزفزافي للوقوف بجانبه

أثارت الأنباء المتداولة حول إصابة أحمد الزفزافي، والد المعتقل ناصر الزفزافي بمرض عضال، حزناً عميقاً في الأوساط الحقوقية وبين المتعاطفين مع قضية حراك الريف.
وتوالت على إثر ذلك المطالبات بإطلاق سراح ناصر الزفزافي، المحكوم بالسجن منذ أحداث الحراك، لتمكينه من الوقوف إلى جانب والده في هذه المحنة الصحية الصعبة. وترافقت هذه المطالب مع دعوات تؤكد على ضرورة تغليب البعد الإنساني في التعامل مع الملف، ومناشدة السلطات مراعاة الظروف الخاصة التي تمر بها عائلات المعتقلين.
وفي هذا السياق، تداول حقوقيون ونشطاء وصحافيون نداءً إنسانياً يناشد السلطات الإفراج عن ناصر الزفزافي، ليتمكن من دعم والده في مقاومة مرض عضال. وكان الناشط الحقوقي خميس بتكمنت أول من نشر هذا النداء عبر حسابه، حيث قال: “عادتي، لا أدعو العموم إلى التفاعل أو مشاركة رأيي، لكن هذه المرة أجد نفسي مضطراً إلى إطلاق هذا النداء”.
وأوضح بتكمنت أنه بعد الإعلان عن إصابة أحمد الزفزافي بـ”المرض الخبيث” قبل أيام، وما رافقه من تعاطف واسع، كان من الضروري “إعطاء الحدث قدره من الاهتمام، لما له من صلة بحياة ‘عيزي أحمد’، وهي في ظرفية دقيقة وعلى المحك، وتستوجب مسابقة الزمن لإيجاد الصيغة المثلى للعلاج”.
وشدد الناشط الحقوقي على أن هذه اللحظة تُعد فرصة سانحة لتجديد النداء إلى الدولة والسلطات للتفاعل مع هذا الوضع الإنساني، من خلال طي نهائي لملف معتقلي حراك الريف، وتمكين ناصر الزفزافي من العودة إلى جانب والده في هذا الظرف العصيب، لما لذلك من أثر نفسي إيجابي قد يسهم في دعم مسار العلاج.
وأشار إلى أن ملف معتقلي حراك الريف “استمر لتسع سنوات”، مضيفاً أن “الوقت قد حان لتدخل الدولة باعتبارها مرجعية أخلاقية وقيمية، لإنهاء هذا الملف، وذلك لأسباب إنسانية، ورحمة بالمعتقلين وذويهم من جهة، ومن جهة أخرى لترسيخ أسس التآزر المجتمعي وتعزيز الحس الأخلاقي، خاصة في لحظات تستدعي تغليب البعد الإنساني على الحسابات السياسية”.
كما نبه إلى أن استجابة مريض في الثمانين من عمره للعلاج تختلف بين أن يتلقى اتصالاً من ابنه من داخل السجن، أو أن يكون ابنه إلى جانبه في هذه اللحظات الحرجة، مشدداً على أن “اللحظة مواتية لتسجيل حضور الدولة بثقلها الإنساني والعاطفي، من أجل إنهاء أسباب التوتر المرتبطة بالتعامل مع الحراك الاجتماعي السلمي”.
واعتبر بتكمنت أن عائلات معتقلي حراك الريف بحاجة إلى التفاتة “تعيد إليهم الشعور بالسلام داخل محيطهم الأسري، خصوصاً في لحظات الضعف الناجمة عن إصابة بعض أفرادها بأمراض مزمنة وخطيرة مثل السرطان وأمراض القلب”.
وبيّن أن لحظة إصابة أحمد الزفزافي بـ”المرض الخبيث” تُعد مناسبة للمّ شمل عائلات المعتقلين، موجهاً ملتمساً إلى السلطات للإفراج عنهم “كبادرة رمزية تُدشن لحظة فارقة في المستقبل، بعيداً عن التوترات والتشنجات”، معتبراً أن لهذه الخطوة تأثيراً إيجابياً على تماسك النسيج المجتمعي، وأن الدولة “لن تكون خاسرة إن هي بادرت إلى حل هذا الملف العالق، بل ستربح ثقة مجتمعية أكبر”.
وختم نداءه بالقول: “أطلقوا سراح ناصر الزفزافي ورفاقه، ليكونوا إلى جانب عائلاتهم في هذه اللحظات الصعبة، وليكون الإفراج عنهم حافزاً إيجابياً في مواجهة المرض”.