ميارة: تنزيل الحكم الذاتي يحتاج خطوات عملية بالأقاليم الجنوبية

اعتبر الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، النعم ميارة، أن تنفيذ مقترح الحكم الذاتي على أرض الواقع يتطلب خطوات عملية بالأقاليم الجنوبية، مشيراً إلى أن “هذه الخطوات قد لا تُسمى بالضرورة “الحكم الذاتي، لكنها تشمل فتح مجالات واسعة للتواصل والتسيير، وإطلاق قنوات لإظهار الجدية لإخواننا في مخيمات تندوف”.
وأضاف ميارة، خلال استضافته في برنامج “لقاء خاص“، الذي يبث على منصات صحيفة “صوت المغرب”، أن المقترح المغربي ليس موجهاً فقط للصحراويين المؤمنين بالوحدة والرافضين للانفصال، بل لجميع الصحراويين، بما في ذلك الموجودون في مخيمات تندوف، مبرزاً أن الحل العادل والشامل يجب أن يشمل الجميع.
وأوضح المتحدث أن بلورة هذا الحل لا تقتصر على سكان العيون والسمارة والداخلة، بل تمتد لتشمل الصحراويين الذين عاشوا تحت ظروف صعبة في المخيمات لأكثر من خمسين سنة.
وشدد على أن الملك محمد السادس وضع سقفاً واضحاً لهذه القضية يقوم على منطق “لا غالب ولا مغلوب”، “وهو منطق صعب في لغة السياسيين لكنه يعكس رؤية متبصرة، ورؤية قائمة على الرقي واليد الممدودة”، مشيراً إلى أن أي نقاش حول قضية الصحراء يجب أن يلتزم بهذا السقف.
وأكد المسؤول النقابي أن نجاح الحكم الذاتي يتطلب تفاهم الجميع، وأن الاستثمارات العمومية والخصوصية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية كفيلة بإقناع كل من زار المنطقة بأنها أرض مغربية خالصة، مضيفا أن “المغرب لا يتعامل مع الصحراء كأرض نزاع، بل كجزء من ترابه الوطني، يُشيّد فيها المشاريع التنموية كما في باقي مناطق المملكة”.
واستشهد في هذا الصدد، بمشاريع تحلية مياه البحر في العيون والداخلة وبوجدور، “التي جعلت هذه الأقاليم من أوائل المناطق المستفيدة من هذا النوع من المشاريع الكبرى”.
واعتبر الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، “أن الحكم الذاتي يُعد تنازلاً كبيراً وإنسانياً من المملكة المغربية، ليس من منطلق سياسي ضيق، بل من منطلق إنساني، لأن جميع المغاربة يعتبرون الصحراويين في تندوف إخوة يجب أن يعودوا إلى وطنهم ويستفيدوا من التنمية والتعليم والاندماج الاجتماعي”.
وأضاف أن القضية لم تعد مجرد مسألة سياسية، بل أصبحت قضية إنسانية حقيقية، إذ بدأت الأجيال التي عاشت في العيون قبل خمسين عاماً وتم ترحيلها إلى المخيمات تحت إدارة جبهة البوليساريو الانفصالية في الاندثار، فيما الجيل الجديد الذي نشأ هناك لا يعرف عن الصحراء إلا الروايات المروَّجة داخل المخيمات.
وهنا، شدد ميارة على الدور الأساسي للإعلام الوطني، العمومي والخاص، في التعامل مع هذا الواقع بجدية ومسؤولية.
وأشار إلى أن الانتصارات الكبرى التي حققتها المملكة، غيّرت الكثير من المعادلات، وجعلت الصحراويين الباقين في مخيمات تندوف أكثر استعداداً للعودة إلى وطنهم.
وختم بالتأكيد على أن النخب المحلية مدعوة للقيام بدور محوري في هذه المرحلة، انطلاقا من الوشائج القبلية أو الروابط العائلية، من أجل إنجاح هذا الحل النهائي لهذه القضية.
*لمشاهدة الحوار كاملا، يرجى الضغط على الرابط