مؤتمر “الوردة”.. شقران أمام: التوجه نحو التمديد للشْكر يعكس أزمة حزب متحكم فيه

يدخل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مؤتمره الوطني الـ 12 وسط نقاش حاد، حول طبيعة القيادة التي ستقود الحزب في المرحلة المقبلة، بين تيار يدفع في اتجاه إمكانية التمديد للكاتب الأول الحالي إدريس لشكر لولاية رابعة، وتيار يرى أن استمرار هذا الأخير على رأس “الوردة” يعكس “حالة التأزّم” التي يعيشها الحزب منذ سنوات.
على بعد وقت قصير من انطلاق المؤتمر الوطني الثاني عشر لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تتجه الأنظار إلى مدينة بوزنيقة تترقب شكل القيادة الجديدة لأحد أعرق الأحزاب المغربية، وسط حديث متزايد عن إمكانية التمديد للكاتب الأول الحالي إدريس لشكر لولاية رابعة.
في هذا الصدد، يعتبر شُقران أمام، الرئيس السابق للفريق الاشتراكي بمجلس النواب، أن التوجه نحو التمديد لإدريس لشكر، والحيثيات التي يُستند إليها لتبرير هذا الاختيار، “تعكس حالة التأزّم التي يعيشها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وتعبّر عن وضعية جدّ صعبة يمرّ بها الحزب”.
وأوضح أمام، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، أنه بعدما كان الاتحاد يتمتّع في مراحل سابقة بحرية الاختيار بين المناضلات والمناضلين لتولي منصب الكاتب الأول، وكان التنافس والاختلاف في الرأي حاضرين، “نجد أنفسنا اليوم أمام حزب متحكم فيه إلى حدٍّ كبير”.
ويرى السياسي الاتحادي أن قيادة الاتحاد الاشتراكي اليوم “لا تفكّر إلا في مصالحها الخاصة”، معتبراً أن ذلك يعد “وضعاً مؤسفاً لا يليق بتاريخ الاتحاد الاشتراكي”.
أما بخصوص الحديث عن ترشح صلاح الدين المانوزي، فيرى شقران أمام أن “توجّه من حضّر للمؤتمر ومن هيّأ لشروط الولاية الرابعة كان يقوم على ألا يكون هناك أي مرشح آخر”. وذلك من أجل “إيجاد مبرّر قانوني للتمديد للكاتب الأول”.
غير أن وجود مرشّح آخر، في شخص نجل المقاوم الحسين المانوزي، “ينسف هذه الفرضية ويعيد فرض مبدأ التنافس الديمقراطي، ما يستدعي من الكاتب الأول أن يرشّح نفسه رسمياً”، بحسب تعبير أمام.
وفي وثيقة إعلان نية ترشّحه، أوضح صلاح الدين المانوزي، عضو المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن دوافع هذا القرار “تنبع من التزام سياسي وأخلاقي، وترتكز على مجموعة من المبادئ”.
ومن بين هذه المبادئ، كما جاء في الوثيقة “ضرورة التجديد الديمقراطي والتنظيمي، وترسيخ الديمقراطية الداخلية، والقطع مع ثقافة الزعامة الفردية والممارسة السياسية الانغلاقية، إضافة إلى بناء تصور حزبي حداثي ومتجدد.
وشدد المانوزي على أن طموحه “لا يتجاوز رغبة عميقة في أن يستعيد الاتحاد الاشتراكي بريقه التاريخي، لا كحزب للماضي، بل كقوة تقدمية مستقبلية”.
ويعقد حزب الاتحاد الشتراكي للقوات الشعبية مؤتمره الوطني الـ 12، في الفترة ما بين 17 و19 أكتوبر 2025 بالمركب الدولي مولاي رشيد ببوزنيقة، من أجل انتخاب قيادة جديدة تدبر شؤون الحزب في المرحلة القادمة.