صورة لبرلمانيتين تفترشان الأرض بانتظار القطار تثير جدلاً حول وضعية محطة الرباط المدينة
تداولت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي مؤخرًا صورة للنائبتين البرلمانيتين نجوى كوكوس وعزيزة بوجريدة، تظهرهما وهما تفترشان الأرض في محطة القطار “الرباط المدينة”، في موقف أثار جدلًا بين متابعين ومستخدمي مواقع التواصل.
وظهرت كل من النائبة عن فريق الأصالة والمعاصرة، نجوى كوكوس، والنائبة عن الفريق الحركي، عزيزة بوجريدة، وهما تجلسان على الأرض، في مشهد وصفه بعض المتابعين بـ”الشعبوية السياسية”، بينما اعتبره آخرون “مهزلة مكتب السكك الحديدية”.
وفي هذا الصدد، أوضحت نجوى كوكوس، في تدوينة على حسابها بموقع “فايسبوك”، أسباب جلوسها على الأرض، مؤكدة أنه “كان لحظة تعب حقيقي نتيجة الانتظار الطويل للقطار المتوجه إلى الدار البيضاء، مع آلام في الرجلين والظهر، وغياب كراسي كافية في المحطة”.
وقالت: “كان ذلك سلوكًا عفويًا وطبيعيًا، ولم أكن فيه استثناءً، إذ جلس إلى جانبي مواطنون ومواطنات آخرون”. وأضافت: “فوجئت بقيام الصحافي بالتقاط صورة في تلك اللحظة رغم أنني عبرت صراحة عن رفضي نشرها”.
وأشارت كوكوس، وهي رئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، إلى أن “الصورة أُخرجت من سياقها وأُعطيت أبعادًا لا تعكس حقيقتها”، مشددة على أن “السياسي ليس كائنًا خارقًا، بل إنسان يمرض ويتعب ويعيش نفس ظروف المواطنين في الفضاءات العمومية”.
وأوضحت: “إن كان في هذه الواقعة ما يستحق النقاش، فهو وضعية بعض المرافق العمومية، لا الجلوس العفوي لإنسان أنهكه التعب والألم”. وتابعت قائلة: “أؤمن أن العمل السياسي يُقاس بالفعل والمسؤولية والالتزام، لا بالصور المقتنصة خارج سياقها”.
من جانبها، أكدت النائبة البرلمانية عن الفريق الحركي، عزيزة بوجريدة، أن الصورة التي التُقطت لها رفقة زميلتها نجوى كوكوس كانت عادية، مشيرة إلى أن المشهد “لم يكن مصطنعًا ولا يهدف لإرسال أية رسالة”.
وأوضحت النائبة أنها وجدت نفسها في مواجهة تأخر القطار لمدة 15 دقيقة، وفي ظل غياب المقاعد وبسبب التعب الشديد، اضطرت للجلوس على الأرض، خاصة وأن التزاماتها في مراكش صبيحة اليوم الموالي منعتها من المبيت في الفندق لأخذ قسط من الراحة.
وحول ما أُثير عن كون الجلوس رسالة احتجاجية مشفرة للمكتب الوطني للسكك الحديدية، صرحت بوجريدة: “إذا أردتُ توجيه رسالة إلى المكتب لفعلت ذلك من داخل قبة البرلمان، عن طريق ما تتيحه المسؤولية النيابية في مراقبة العمل الحكومي، عبر طرح سؤال على وزير النقل بشكل مباشر”.
في المقابل، لم تمر الصورة مرور الكرام على مراقبي الشأن السياسي والإعلامي. إذ بينما ذهب بعض المتابعين إلى وصف المشهد بـ”الشعبوية المفتعلة”، اعتبر آخرون أن هذه “المعاناة المفاجئة” تفتقر للمصداقية السياسية، متسائلين عن سبب غياب هذا القلق على راحة المواطنين داخل قبة البرلمان.
وانتقد متابعون ما وصفوه بـ”مهزلة المكتب الوطني للسكك الحديدية” بسبب نقص الكراسي والاكتظاظ في المحطة، في حين اتهم آخرون الواقعة بمحاولة “شعبوية سياسية”، مستشهدين بأن النائبتين نجوى كوكوس وعزيزة بوجريدة تتمتعان بمرافق مريحة داخل البرلمان، وأن مواقعهما لم تُسجَّل داخل المؤسسة التشريعية.
وبعيدًا عن السجال السياسي، أجمعت أغلب التعليقات على أن الصورة هي “صك إدانة” للمكتب الوطني للسكك الحديدية (ONCF). فقد اعتبر ناشطون أن تحول محطة العاصمة إلى ورشة مفتوحة “بدون مقاعد” لسنوات، هو مشكلة حقيقية تُجبر المسافرين على البحث عن ركن على الأرض لانتظار قطارات غالبًا ما تتأخر.