بوريطة: المبادرات الملكية تسعى إلى إنهاء الفوضى في الأطلسي الإفريقي

قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، إن المبادرات الملكية في الأطلسي الإفريقي تسعى لإنهاء الفوضى في هذه المنطقة، وتمكين الدول الإفريقية من تنظيم نفسها دون الحاجة إلى تدخل دولة أخرى من أوروبا أو أمريكا.
وقال بوريطة، خلال مداخلته في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، يوم الثلاثاء 3 يونيو 2025، إنه ينبغي أن يصبح للأفارقة رؤية ووعي بالفرص والتحديات على مستوى هذه المنطقة، مشيراً إلى أنه من بين هذه الأخيرة تركز 100 في المائة من القرصنة على مستوى المحيط الأطلسي في الجانب الإفريقي، إضافة إلى التلوث والضغط العمراني وغيرها.
وأشار إلى مجموعة من الأرقام التي تجعل من الأطلسي الإفريقي ذا أهمية، من بينها تركز 50 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي الإفريقي في الأطلسي، وتكتل 46 في المائة من سكان القارة في هذه المنطقة، إلى جانب عبور 60 في المائة من التجارة بين الدول الإفريقية عبر موانئ المحيط الأطلسي، وإطلالة 45 في المائة من دول القارة على هذا المحيط، فضلاً على توفره على 50 في المائة من البترول الإفريقي.
وذكر أن الهدف من المبادرات الملكية الثلاث، مسلسل الرباط للدول الإفريقية الأطلسية، وأنبوب الغاز الأطلسي المغرب – نيجيريا، ومشروع ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، هو أن لا يبقى الأطلسي منطقة جغرافية فقط. بل فضاء جيوستراتيجيا مهما للسياسة الخارجية المغربية.
ولفت إلى أن الصحراء المغربية لها دور أساسي في التصور الأطلسي. وأحال في هذا الصدد على خطاب للملك محمد السادس الذي اعتبر أن مدينة العيون بوابة المغرب إلى إفريقيا، مثلما طنجة تعد بوابته إلى أوروبا، مشيراً إلى أن ميناء الداخلة سيكون له أيضاً دور أساسي لربط دول الساحل مع المحيط، إذ أنه الميناء الأساسي بالنسبة لـ23 دولة مطلة على الأطلسي.
ويرى بوريطة أن هذا التحرك تعزيز لمغربية الصحراء، فضلاً عن كونه يجعل هذه الأخيرة حلاً لإفريقيا وجوارها، في الوقت الذي يسعى آخرون إلى العرقلة. وقال إن هذه المبادرات تجمع الأفارقة حول مشاريع الاستقرار والتنمية.
وشدد على أن هذا المبادرة بالإضافة إلى كونها دبلوماسية، فهي في حاجة إلى القطاعات الحكومية جميعها. مؤكداً أن الأطلسي فضاء جديد لتحرك الدبلوماسية المغربية بقيادة الملك محمد السادس، داعياً الجميع إلى التعبئة لذلك خدمة للمغرب وإفريقيا.