story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

بنعلي يُرجّح انتقاده لسكوت العلماء بشأن غزة وراء إعفائه من منصبه

ص ص

قال محمد بنعلي، الرئيس السابق للمجلس العلمي المحلي لمدينة فجيج المُعفى من مهامه بقرار لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، إنه غير مقتنع بالسبب الذي اعتمدته الوزارة في إعفائه والمتعلق بتكرار الغياب، مرجحا أن تكون التدوينة التي سبق أن نشرها في وقت سابق والتي انتقد فيها سكوت علماء الأمة الإسلامية تجاه ما يحدث في قطاع غزة، “قد تكون بالفعل السبب غير المعلن” وراء قرار إعفائه، على الرغم من أن الوثيقة الرسمية تشير إلى “تكرار الغياب” كسبب مباشر.

ورجّح بنعلي  في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، أن يكون احتمال التدوينة السالفة الذكر وجيهًا في نظر الكثيرين، بل إن الغالبية، بحسب تعبيره، “باتت ترى فيها الدافع الحقيقي لقرار الإعفاء”. 

وأوضح المتحدث بأنه “لم يطلع على التقرير الرسمي الذي يبرر قرار الإعفاء”، مبرزا أن كل ما علمه، هو ما أبلغه به رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة الشرق، مصطفى بنحمزة، حين سلّمه قرار الإعفاء، وذكر له أن السبب الرئيسي هو تكرار الغياب، وهو الأمر الذي أقرّه ولم ينكره.

وشدّد بنعلي وهو يوضح دوافع تلك التدوينة، على أن ما تعيشه الأمة الإسلامية اليوم من أزمات، وفي مقدمتها مأساة قطاع غزة التي لم تعرف مثلها الأمة الإسلامية من قبل، يقتضي من العلماء مواقف واضحة وشجاعة، بعيدًا عن الحياد أو الصمت، معتبرا أن “العلماء الذين وصفهم الله بقوله: الذين يُبلّغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدًا إلا الله، باتوا اليوم عملة نادرة، كندرة الفرس الأبلق”، على حدّ تعبيره.

وأكد الرئيس السابق للمجلس العلمي المحلي لمدينة فجيج، أن فقه الأولويات يفرض على العلماء والدعاة أن يُعيروا الاهتمام الأكبر للقضايا المصيرية للأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، معتبرًا أن ما يحدث في غزة “من أعظم النوازل التي تتطلب اجتهادًا جماعيًا وموقفًا صريحًا”، مشيرًا في الوقت ذاته، إلى أن “السكوت في مثل هذه اللحظات لا يليق بمقام العلماء”.

ودعا المصدر إلى إعادة ترتيب أدوار أهل العلم، معتبرًا أن “العلم طبقات، ولكل مقامه ودوره”، موضحًا أن العلماء الكبار ينبغي أن يتفرغوا للقضايا الكبرى التي تمس الأمة، ويتركوا تعليم مسائل الطهارة والصلاة والزكاة لطلبة العلم والمبلّغين، لأن “مثل هذه الفجائع تستوجب أن يكون الخطاب العلمي والدعوي في مستوى التحديات”.

وفي السياق، انتقد رئيس المجلس العلمي المحلي لمدينة فجيج، محمد بنعلي، في تدوينة على حسابه الخاص بموقع “فايسبوك”، يوم 21 يوليوز 2025، سكوت علماء الأمة الإسلامية وصمتهم أمام الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في حق المدنيين الفلسطينيين بقطاع غزة المدمر منذ قرابة سنتين، واصفا صمتهم بـ “كبيرةٌ تساوي قتلَ النفسِ عمداً”.

وقال بنعلي “أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، من عربٍ وغيرهم.. لقد بلغت الإبادةُ في غزّةً حدّاً لا يوصفُ، وأصبحْنا شركاء في كبيرةِ إبادة غزة، وإنها لكبيرةٌ تساوي قتلَ النفسِ عمداً، ومن يقتل مومنا متعمداً فجزاؤه جهنّم خالداً فيها وغضب اللهُ عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً”، متسائلا: “لست أدري أيَّ إسلامٍ نعيشُه في هذه الظروفِ علماءَ وحكّاماً وشعوباً؟؟!”.

وأضاف، “نحن أحطُّ وأقسى وأفظعُ من أعداءِ محمدٍ صلى الله عليه وسلّمَ الذين تحرك رحمهم فنقضوا صحيفةً تجويعِ آلِ محمدٍ الظالمة، وأدخلوا لهم الماء والطعام”، مطالبا العلماء المسلمين بعدم التحجج بالنظام العالمي، “بل تحججوا بالدين الإسلاميِّ وحده، تحجّجوا بالقرآن والسنّة.. نحن شركاءِ في قتلِ أهلِ غزة عن عمدٍ وسبقِ إصرارٍ..”، محملا المسؤوليّةَ الأولى “العلماءَ قبل الحكّامِ وقبل الشعوب”.

وبعد هذه التدوينة الطويلة بعشرة أيام، تلقى محمد بنعلي قرارا وزاريا بإعفائه من رئاسة المجلس العلمي المحلّي لفجيج، مؤكدا أن السبب الذي ركزت عليه اللجنة التي زارت المجلس قبل نحو شهريْن، لإعفائه، “هو عدم انتظام حضوري في المجلس، وهذه حقيقةٌ لا أنكرُها”.

وكتب بنعلي في تدوينة على حسابه الخاص بموقع “فايسبوك”، الجمعة 01 غشت 2025، أرفقها بصورة لقرار الإعفاء، جاء فيها، “وداعاً رئاسة المجلس العلمي”.

وأضاف أنه “في هذا الصباح المبارك استقبلني شيْخُنا ومفيدُنا وعالمُنا الدكتور مصطفى بنحمزة في المجلس العلمي الجهوي، وسلّمني قرار إعفائي من رئاسة المجلس العلمي المحلّي لفجيج”.

وأوضح المتحدث أن “السبب الذي ركزت عليه اللجنة التي زارت المجلس قبل نحو شهريْن، هو عدم انتظام حضوري في المجلس، وهذه حقيقةٌ لا أنكرُها”.

وخلص إلى أن إعفاءه ما هو “إلا انتقالٌ من حركةٍ مقيدةٍ بضوابط المجلس العلمي الأعلى ووزارة الأوقاف إلى حركةٍ لا قيودَ فيها”.