بعد مسيرة الأقدام.. فيضانات تضرب آيت بوكماز وتعري واقع البنية التحتية

تعرّضت منطقة آيت بوكماز بإقليم أزيلال، مساء الأحد 3 غشت 2025، لأمطار رعدية غزيرة أدّت إلى فيضانات مفاجئة اجتاحت عدة دواوير، من بينها آيت أوهام وزاوية وادنز، متسببة في خسائر مادية كبيرة في المحاصيل الزراعية، وتدمير ممتلكات عدد من الفلاحين، إلى جانب انهيار مقاطع طرقية ومسالك قروية، ما أدى إلى شلّ حركة التنقل في المنطقة.
الفيضانات، التي امتدت لساعات، أغرقت العديد من المرافق الحيوية، بما في ذلك الطرق والمدارس والمنازل، وأتلفت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية التي تُعد مصدر رزق أساسي لسكان آيت بوكماز.
في ظل هذه الأوضاع، جددت ساكنة آيت بوكماز مطالبها للسلطات ببناء سدود تلية وتوسيع مجرى الوادي، لحماية أراضيها وممتلكاتها من الكوارث المتكررة، مشددة على أن هذه التدخلات “لم تعد مجرد مطالب تنموية، بل ضرورة ملحة لضمان الحد الأدنى من الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي بالمنطقة”.
وفي السياق، دق محمد أبوهامين، أحد سكان دوار إغيرين بأيت بو غماز، ناقوس الخطر بشأن الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمحاصيل الزراعية في المنطقة، جرّاء الفيضانات التي ضربت المنطقة، مخلّفة خسائر مادية جسيمة قد تنعكس سلبًا على معيشة السكان واستقرارهم الغذائي.
وأوضح المتحدث في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” أن الفلاحة في أيت بوكماز تُعدّ ركيزة أساسية في حياة السكان، لما توفره من مصدر غذائي رئيسي، ولما تمثّله من دعامة قوية للاقتصاد المحلي والأمن الغذائي للمنطقة، معتبرًا أن تدمير المحاصيل الزراعية يشكّل تهديدًا مباشرًا لمورد رزق العشرات من العائلات.
وفي هذا السياق، جدد دعوته إلى السلطات المعنية من أجل التدخل العاجل عبر بناء سدود تلية جديدة وتوسيع مجرى واد أيت بوكماز، بهدف حماية الأراضي الزراعية من مخاطر الفيضانات وضمان استمرارية سقيها بشكل منتظم.
وأكد أن هذه الخطوة أصبحت ضرورة ملحّة لتحسين الظروف المعيشية للسكان، والحفاظ على كرامتهم من خلال تمكينهم من استثمار أراضيهم الزراعية بشكل آمن ومستدام، مشددا على أن مطالبهم مدعومة بالوقائع الميدانية، وعلى أمل أن تجد آذانًا صاغية لدى الجهات المختصة.
من جانبه، أعرب الفاعل الجمعوي، جواد بوحرازن،، عن قلقه إزاء مشكلة الفيضانات المتكررة في المنطقة، والتي تتسبب في تدمير المحاصيل الزراعية وخسائر مادية كبيرة للسكان، مشيرا إلى أن هذه المشكلة تتكرر سنويًا، حيث يضطر السكان إلى إعادة البناء والتنقية بعد كل فيضان، دون حل جذري للمشكلة.
وأكد بوحرازن أن الحل يكمن في بناء سدود تلية جديدة، مبرزا أن “المنطقة تقع تحت سفوح الجبال المنحدِرة، ومع تزايد عدد السكان، فإن بناء سدود يعد ضرورة حتمية لحماية السكان والمحاصيل والأراضي الزراعية”.
وطَالب المسؤولين بالاستماع إلى نداءات السكان وتلبية مطالبهم العادلة، مشيرًا إلى أن “السكان يعيشون في صمت ويتحملون معاناة كبيرة بسبب تكرار هذه الكوارث الطبيعية”، معربا عن أمله في أن يتمكن المسؤولون من إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة، “حتى لا يظل السكان عرضة للمعاناة كل سنة”.
ويأتي كل هذا في وقت كانت فيه ساكنة آيت بوكماز قد انطلقت في مسيرة الأربعاء 09 يوليوز 2025 من قلب منطقة آيت بوكماز التابعة لإقليم أزيلال نحو ولاية بني ملال، في رحلة طويلة قطعها المحتجون مشيًا على الأقدام، تعبيرا عن رفضهم للتضييق التنموي الذي تعاني منه المنطقة.