المهداوي: اعتقلت في 2017 بعدما رفضت مهاجمة الزفزافي

قال مدير نشر موقع “بديل” الصحافي حميد المهداوي إن متابعته ومن ثم اعتقاله في 2017، بدأت بعدما رفض مهاجمة زعيم حراك الريف ناصر الزفزافي.
وأبدى المهداوي، خلال استضافته عبر برنامج “ضفاف فنجان” الذي يبث على منصات “صوت المغرب”، ندمه بشأن دوره في حراك الريف. وقال: “من الناحية السياسية، أعترف ربما لم أكن أمتلك التقدير السياسي الكافي الذي كان لدى السلطات”.
وأعرب عن أنه “متسامح سياسياً” بشأن اعتقاله خلال تلك الأحداث، على الرغم من “عدم تسامحه بصفته الصحافية وحقوقياً”. وأضاف: “كنت أقف إلى جانب أهالي الريف، ليس بدافع خلفية سياسية، بل بدافع إنساني وتضامني”.
وسرد المهداوي كرونوليجيا قضيته قبل اعتقاله في 20 يوليوز 2017، على خلفية أحداث حراك الريف، مع تفاصيل يرويها أول مرة. وقال: “في الجمعة 27 ماي 2017، كنت ذاهباً إلى القنيطرة عند طبيب الأسنان. واتصل بي أحد أصدقائي، وقال لي إنه التقى بشخص بأحد القادة السياسيين، وتحدث عنك”، مشيراً إلى أنه مع هذه المكالمة بدأت الشكوك ترواده.
وأضاف: “بعد عودتي من عند الطبيب، فتحت الفايسبوك، ووجدته يعج بالأخبار، حول تطويق الشرطة لمنزل الزفزافي”، ثم بعد ذلك مباشرة تلقى المهداوي مكالمة هاتفية من نفس الشخص يطلب منه فيها بث حلقة من أجل مهاجمة ناصر الزفزافي.
وكان رد المهداوي على هذا الشخص: “لم تعد صديقي بعد الآن. لن ألعب هذا الدور”.
وفي اليوم التالي، السبت 27 ماي، الساعة 11 مساء، تلقى المهداوي مكالمة من شخص لا يعرفه، أشار إلى أن لهجته تحيل على أنه مقيم في هولندا، وقل: “كان يفتح مواضيع غريبة. قلت في نفسي ربما الأمر يتعلق بشخص ريفي يريد التنفيس عن غضبه. حاولت تهدئته”، وقلت له مراراً: “أخي، تثبت، ولا تفعل شيئاً متهوراً”.
“لكني لاحقًا شككت”. يقول المهداوي. ويضيف: “قلت ربما هذا الشخص يستدرجني. شعرت أن المكالمة غريبة. بدأت أطرح عليه أسئلة وأضعه في التناقضات. شعرت أنه كاذب. وفهمت أن هذا الأمر مرتبط بشيء أكبر”.
أما بخصوص التنصت على مكالماته، قال المهداوي إن هذا السلوك كان لغزاً داخل المحكمة، مشيراً إلى أن ذلك الرقم الهاتفي الذي استخدم في المكالمة معه، لم يُجرِ أي اتصال بأي شخص آخر، ولا يعرفه أحد، كما لم يسبق أن تم استعماله من قبل.
ومع ذلك، لم يُطرح هذا السؤال أثناء المحاكمة. الرقم لم يستخدمه أي شخص غيري، ولم يكن معروفاً، ومع ذلك، يظهر في قرار الإحالة القضائية، والذي يستند إلى التنصت على حميد المهداوي. السؤال هو: لماذا التنصت على المهداوي، قرار الوكيل العام للملك يقول إن التنصت كان على رقم آخر، لا علاقة له برقم المهداوي.
هذا أمر لا يُعقل، لأنه لكي يُبرَّر قانونياً التنصت، يجب أن يكون الرقم معروفاً في ملف سابق، أو أنه ارتبط بتحقيق ما. لكن هذا الرقم لم يكن وارداً في أي ملف، ولا يعرفه أحد، ولا حتى في منطقة الريف.
وأشار إلى أن المتصل “كان يُريد منه أن يصل إلى نقطة تجعلنه طرفاً في مؤامرة”، موضحاً أن تلقي المال يُمكن أن يدخل في إطار الفصل 205 من القانون الجنائي المغربي، المتعلق بتلقي الهبات في سياق المشاركة في المؤامرات، مشدداً على أن المخطط كان “هو الزج به لا عبر الفعل، بل عبر المشاركة بنقل المعلومات”.
وبخصوص تجربة الاعتقال، قال المهداوي إنه “لم يكن قد مر بتجربة اعتقال من قبل. كانت تلك المرة الأولى”، وذلك في سياق حضوره لتغطية مسيرة احتجاجية يقودها والد الزفزافي ووالدته، وقال: “في اليوم التالي، مع الساعة الثانية ظهراً، وجدت نفسي معتقلاً، ونُقلت إلى مركز الشرطة”.
وأضاف قائلاً: “هناك بدأت معاناتي مع هذا الملف الذي بدأ بتهمة الصياح، والتحريض على ارتكاب جناية”.