التصعيد الإيراني الإسرائيلي يهدد مشاركة طارمي مع إنتر في مونديال الأندية

يشهد نادي إنتر ميلان الإيطالي حالة من الترقب والقلق قبل انطلاق منافسات كأس العالم للأندية 2025، بعد تعذر التحاق مهاجمه الإيراني مهدي طارمي ببعثة الفريق في الولايات المتحدة، نتيجة التصعيد العسكري الخطير بين إيران وإسرائيل، والذي شل حركة الطيران داخل إيران وأغلق مجالها الجوي.
وكان من المفترض أن يلتحق طارمي، البالغ من العمر 32 عامًا، ببعثة “النيراتزوري” في مدينة لوس أنجلوس، حيث يُقيم الفريق معسكرًا تحضيريًا تحت إشراف المدرب الجديد كريستيان كيفو، استعدادًا لخوض أولى مبارياته أمام مونتيري المكسيكي، الثلاثاء 17 يونيو 2025، ضمن المجموعة الخامسة التي تضم أيضًا ريفر بليت الأرجنتيني وأوراوا ريد دايموندز الياباني.
لكن، وبحسب صحيفة La Gazzetta dello Sport، فإن اللاعب لم يتمكن من مغادرة طهران، وعاد أدراجه في اللحظات الأخيرة بعد إغلاق المجال الجوي الإيراني في أعقاب الضربات الجوية الإسرائيلية.
وأشارت الصحيفة إلى أن إنتر ميلان في تواصل دائم مع طارمي، ويعمل على تأمين طريقة بديلة لوصوله إلى الولايات المتحدة في أقرب وقت ممكن، رغم صعوبة الأمر في ظل تصاعد التوترات.
ويُعتبر الغياب المحتمل لطارمي ضربة موجعة للمدرب كيفو، الذي كان يعول عليه في الخط الأمامي، خصوصًا أن المهاجم الإيراني انضم هذا الصيف قادمًا من بورتو، ويملك خبرة دولية مهمة رغم مشاركته المحدودة مع إنتر هذا الموسم.
وسبق له أن شارك كبديل في نهائي دوري أبطال أوروبا الذي خسره الفريق أمام باريس سان جيرمان بنتيجة 5-0.
وفي الأثناء، يتجه المشهد السياسي والعسكري في الشرق الأوسط نحو مزيد من التعقيد، بعدما نفّذت إسرائيل أعنف ضرباتها منذ سنوات على الأراضي الإيرانية، مستهدفة منشآت نووية ومواقع عسكرية وأخرى سكنية، ما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 78 قتيلاً – بينهم قادة كبار – وأكثر من 320 جريحًا، بحسب المبعوث الإيراني لدى الأمم المتحدة.
كما كشف التلفزيون الإيراني عن مقتل نحو 60 شخصًا بينهم 20 طفلًا في قصف استهدف مجمعًا سكنيًا في طهران.
ودفعت هذه الأحداث القوات المسلحة الإيرانية إلى الرد بإطلاق مئات الصواريخ الباليستية باتجاه إسرائيل، وسط تحذيرات دولية من خروج التصعيد عن السيطرة، وتأثير ذلك على الاستقرار الإقليمي وحتى الرياضي، إذ أن القيود المفروضة على الطيران أغلقت مطار مهرآباد الاستراتيجي، ووضعت العراقيل أمام حركة اللاعبين والوفود الرياضية الدولية.
وبينما تواصل الفيفا واللجنة المنظمة متابعة التطورات، فإن حالة مهدي طارمي تُسلط الضوء على هشاشة مشاركة بعض اللاعبين في ظل الأزمات الجيوسياسية.
ويبقى مصير اللاعب الإيراني في المشاركة رهينا بتطورات الساعات المقبلة، واحتمال فتح ممرات جوية استثنائية، أو نقل اللاعب إلى دولة مجاورة لتأمين رحلته نحو الولايات المتحدة، وهو سيناريو تدرسه إدارة إنتر على وجه السرعة.
وفي حال تأكد غياب طارمي، فقد يُضطر المدرب كريستيان كيفو إلى تعديل خططه الهجومية بالاعتماد على بدائل أخرى الاعتماد على اللاعب التشيلي المخضرم ألكيسيس سانشيز إلى جانب الفرنسي ماركوس تورام، وسط توقعات بأن تؤثر هذه المستجدات على الجاهزية النفسية والتكتيكية للفريق مع بداية مشواره في البطولة العالمية.