story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

استغاثة من عرض البحر.. أربعة بحارة أجانب يناشدون إنقاذهم قبالة سواحل الداخلة

ص ص

تعيش مجموعة من البحارة الأجانب مصيرًا مجهولًا في عرض البحر قبالة سواحل مدينة الداخلة المغربية، بعد أن ظلوا عالقين لأسابيع على متن قارب قطر صغير (قارب سحب سفن) يرفع علم بنما، دون كهرباء، أو طعام، أو ماء، وسط أمواج المحيط العاتية وسوء الأحوال الجوية، في ظل تعطل محرك القارب.

ويناشد هؤلاء البحارة السلطات المغربية التدخل العاجل لإنقاذهم من وضع مأساوي مستمر منذ شهر ماي الماضي، حينما تعطل قاربهم لأول مرة قرب سواحل بوجدور، ليتم نقلهم مؤقتًا إلى المستشفى عبر مروحية عسكرية، ثم إعادتهم إلى القارب بعد ذلك.

وبعد استئناف رحلتهم نحو الداخلة، تعطل القارب مجددًا قبل وصولهم إلى الميناء، ما أدى إلى انجرافه في عرض البحر، ليجد الطاقم نفسه في عزلة تامة، يواجهون نقصًا حادًا في الاحتياجات الأساسية، وتهديدًا مباشرًا لحياتهم، في ظل غياب أي تدخل فعّال حتى اللحظة.

يُقدّم الربان التركي سردار أنارات، وهو أحد أفراد الطاقم، في إتصال مع “صوت المغرب” رواية مأساوية عن ما حصل لهم خلال الأشهر الماضية، يقول سردار إنهم أربعة أفراد، ثلاثة أتراك و أذربيجاني، وصلوا إلى ميناء العيون يوم 1 ماي 2025، وانضموا إلى قارب القطر المكلف بنقل قارب آخر من ميناء العيون إلى ميناء الداخلة.

حيث انتظر الطاقم قرابة الشهر قبالة سواحل العيون في ظروف صعبة، حيث كانوا يعانون مع نقص الأكل والماء، قبل أن ينطلقوا في رحلة استغرقت حوالي 15 ساعة صوب بوجدور، وهناك تعطّل القارب، ليصبحوا عالقين على بعد أميال من الساحل.

وظلوا عالقين قبالة سواحل بوجدور لمدة 35 يومًا، عانوا خلالها من نقص في المياه والطعام، وانعدام كامل للكهرباء، حيث أُعطي الفريق بعض المساعدة في المستشفى بعد نقله بواسطة مروحية عسكرية، لكنه سرعان ما أعيد إلى القارب.

في اليوم الخامس والأربعين، وصلت فرقة صيانة لإصلاح القارب، وتمكنوا من إصلاح المحرك جزئيًا، فانطلقوا مجددًا نحو الداخلة، لكن قُبيل الوصول، تعطّل المحرك مرة أخرى، وبدأ القارب بالانجراف في البحر المفتوح، وسط موجات عالية، ولم يتمكنوا من دخول الميناء.

وبعد مرور 15 يوم على هذا الوضع، لا تزال الكهرباء مقطوعة، والمولد معطلاً، والقارب يملأه الماء الذي لا يستطيع الطاقم تصريفه لعدم وجود مضخات، يقول سردار: “نحاول إخراج الماء بالدلاء، لكن الأمر لا يجدي، القارب مليء بالثقوب، والمياه تتسرب إلى داخل غرفنا، التي تحولت إلى مستنقعات، نحن ننام داخل قوارب النجاة، ولا نملك سوى بطاريات صغيرة لشحن هواتفنا.”

ويضيف بحسرة: “ليس لدينا مرساة إضافية، والحبل الذي يربطنا يمكن أن ينقطع في أي لحظة، ونناشد السلطات المغربية والدولية التدخل لإنقاذنا، فنحن في وضع مأساوي للغاية، لقد مرّ علينا أكثر من 50 يومًا دون أن نتمكن حتى من الاستحمام أو الحصول على طعام كافٍ.”

يصف سردار كيف أن بعض الصيادين المحليين يقتربون أحيانًا من القارب، يقدمون لهم خبزًا وماءً يساعدهم على البقاء على قيد الحياة، لكنه يقرّ بأن هذا غير كافٍ على الإطلاق، وأن وضعهم ما زال حرجًا جدًا.

وأظهرت فيديوهات حصلت عليها “صوت المغرب” محاولات طاقم السفينة لتفريغ المياه المتسربة داخل القارب باستخدام الدلاء، كما كشفت عن غرف النوم المغمورة بالمياه، حيث يضطر البحارة للنوم في قوارب الإغاثة لضيق المكان وغمر الغرف بالماء.

كما وثّقت الصور حالة البحار سردار، حيث ظهر وهو يعاني من مشكلة صحية خطيرة في ساقه مع تقرحات مؤلمة ومتفاقمة، وأرفقت الفيديوهات أيضًا مشاهد للمحرك المعطل، الذي تسبب في توقف القارب وانجرافه في البحر، مما زاد من معاناة الطاقم وأدى إلى تدهور وضعهم على متن السفينة.