story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

إبعاد مغاربة حاولوا دخول سبتة.. حقوقية: انتهاك جسيم لحقوقهم

ص ص

أقدمت السلطات المحلية في مدينة الفنيدق شمال المملكة على ترحيل مجموعة من الشباب المغاربة، بعد اعتراضهم أثناء محاولتهم الهجرة إلى أوروبا بشكل غير نظامي.

وجرى نقل الشباب، يوم الجمعة 8 غشت 2025، من المدينة المحاذية لسبتة المحتلة إلى مدن بعيدة. وأظهرت صور متداولة لحظة وضع الشباب الذين ينحدرون من مدن مختلفة على متن الحافلات، بينما كانت أمهاتهم وأقاربهم يودعونهم من خارجها وهم متأثرون.

في هذا الصدد، اعتبرت خديجة الرياضي، الكاتبة العامة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، هذا الإجراء “انتهاكاً صارخاً” في حق الشباب وعائلاتهم. وقالت في حديث مع صحيفة “صوت المغرب” إنه لا يحق للسلطات نقل المواطنين من منطقة إلى أخرى.

وأضافت أنه لا يمكن منع أي مواطن من التواجد في منطقة ما دون حكم قضائي، مشددة على أن هذا السلوك “انتهاك لحقوق الإنسان، وحرية التنقل، وأيضاً الحق في السكن والكرامة”، وأوضحت أن “جميع حقوق الناس منتهكة في هذه الحالة”.

وترى الرياضي أنه يتوجب على الدولة “أن تسائل نفسها عن الأسباب التي تجعل هؤلاء الشباب وأسرهم يطمحون للعبور إلى بلدان أخرى بحثاً عن حقوقهم، وعن حياة أفضل”، داعية السلطات إلى تحسين سياستها، والاستجابة لمطالب المواطنين بدل “الإمعان في الانتهاكات”.

وشددت الناشطة الحقوقية على أن ترحيل الشباب من شمال البلاد “جريمة بحقهم”، مشيرة إلى أنه لا يمكن اعتباره حتى مندرجاً ضمن المقاربة الأمنية، “لأنه عند الحديث عن المقاربة الأمنية نفترض أن هناك حقوقاً لطرف آخر تتم حمايتها بواسطة قوات الأمن”. وقالت: “هذا انتهاك خطير وسافر وجسيم بحق هؤلاء الشباب وعائلاتهم”.

ونقلت الصحافة المحلية في المدينة المحتلة المجاورة صوراً لأمهات يودعن أبناءهن ويلوحن بأيديهن لهم، وهم في حافلة الترحيل إلى مدن أخرى، في إجراء سبق أن أثار استنكارا واسعا من طرف هيئات مغربية.

يذكر أنه تم تنفيذ الإجراء نفسه العام الماضي، بعد أحداث ما سمي “الهروب الكبير” في 15 شتنبر 2024، عندما تقرر إبعاد كل من يرغب في الهجرة غير النظامية عن محيط سبتة المحتلة، فبل أن تفاجأ أمهات يقمن في الفنيدق بتلقي مكالمات من أبنائهن بعد يومين من محاولتهم السباحة، يخبرونهن أنهم أُبعدوا إلى مدن أخرى.

ويأتي هذا الإجراء، بحسب المصدر ذاته، بالتزامن مع محاولة أكثر من مائة شخص العبور إلى سبتة المحتلة، بعدما قفزوا إلى الماء، قبل أن يصل بعضهم بينهم فتاة إلى شواطئ المدينة المحتلة في الوقت الذي واجهت فرق الإنقاذ صعوبة بسبب الضباب.

واستغل العشرات من الأطفال والمراهقين والكبار من الجنسين، الضباب الكثيف الذي كانت تشهده الحدود بين الفنيدق والثغر المحتل من أجل السباحة نحو الضفة الأخرى.