آسفي تُصنَّف لأول مرة مدينة إبداعية لليونسكو بفضل مجهود جماعي غير مسبوق
بعد مجهودات مشتركة للفريق التقني والإداري والسياسي للمجلس الجماعي لمدينة آسفي بإشراف من رئيس مجلسه إلياس البداوي، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بشكل رسمي قبول ملف ترشيح المدينة وانضمامها إلى شبكة اليونسكو للمدن الإبداعية (UCCN)، في فئة الصناعات الحرفية والفنون الشعبية.
وجاء هذا الاعتراف الدولي عقب عمل امتد لعدة أشهر لإعداد ملف متكامل حول الصناعات الإبداعية بالمدينة، وخاصة قطاع الخزف والفخار، من خلال بحث ميداني وإشراك مختلف الفاعلين المحليين.
وفي تصريح لرئيس المجلس الترابي لآسفي، إلياس البداوي، لصحيفة “صوت المغرب”، قال إن “العمل استغرق شهوراً من الاشتغال الجاد بهدف توفير ملف متكامل حول الصناعات الإبداعية بآسفي، وخاصة الفخار، مع إشراك الحرفيين والباحثين وكل الفاعلين بالمدينة. هذه هي المرة الأولى التي تنجح فيها آسفي في الدخول إلى اليونسكو، وبالتالي فهذا إنجاز تاريخي.”
القرار تم عبر مراسلة رسمية مؤرخة في 31 أكتوبر 2025، وموجهة إلى رئيس جماعة آسفي من طرف إرنستو أوتونّي راميريز، مساعد المديرة العامة لليونسكو لقطاع الثقافة، أكد فيها أن ملف الترشيح استجاب لمعايير الشبكة من حيث جودة مخطط العمل، والرؤية الثقافية، والالتزام بجعل الإبداع الثقافي رافعة للتنمية المحلية المستدامة.
اعتراف دولي ومكانة جديدة
ويشكل هذا التصنيف اعترافاً دولياً يضع مدينة آسفي ضمن شبكة تضم أكثر من 350 مدينة من 133 دولة حول العالم، تحمل صفة “مدينة إبداعية لليونسكو”.
ولا يقتصر هذا الاعتراف على رمزيته، بل يرتب التزامات عملية على عاتق المدينة، من أبرزها إدماج الثقافة والصناعات الإبداعية في مخططات التنمية المحلية وكذا إعداد تقارير دورية حول تنفيذ التزامات الشبكة وتقديمها لليونسكو والمشاركة في الاجتماعات والمؤتمرات الدولية الخاصة بالشبكة وتبادل الخبرات والتجارب مع باقي المدن الأعضاء وأيضا احترام معايير استخدام اسم وشعار اليونسكو والشبكة.
وفقاً للمراسلة، ستتم دعوة مدينة آسفي للمشاركة في اجتماع تعريفي خاص بالأعضاء الجدد، كما دُعيت لحضور المؤتمر السنوي لشبكة المدن الإبداعية الذي سيُنظم سنة 2026 بمدينة الصويرة المغربية.
وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع تسريع تنفيذ أهداف أجندة الأمم المتحدة 2030، خصوصاً الهدف 11 المتعلق بالمدن المستدامة والشاملة.
فرص جديدة لآسفي
ويفتح التحاق آسفي بشبكة اليونسكو للمدن الإبداعية، آفاقاً واسعة أمام المدينة، من بينها تعزيز حضورها الدولي في مجال الفنون الحرفية والفخار والخزف وخلق فرص للتعاون، التمويل، وتبادل الخبرات مع مدن ومؤسسات ثقافية دولية ودعم الحرفيين والفنانين المحليين وتثمين التراث المادي واللامادي للمدينة.
وبهذا العمل الجماعي، تنضم آسفي إلى قائمة المدن المغربية المصنفة داخل شبكة اليونسكو، إلى جانب فاس (الصناعات التقليدية)، مراكش (فنون الطهو)، الصويرة (الموسيقى)، والرباط (الفنون الإعلامية)، لتشكل مجتمعة جزءاً من خريطة ثقافية عالمية تؤكد دور الثقافة كقاطرة للتنمية المستدامة.