story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

داخل خيام بلاستيكية.. حر الصيف يختبر صبر ضحايا الزلزال للسنة الثانية

ص ص

تعاني مئات الأسر المتضررة جراء الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة الحوز في شتنبر سنة 2023، من معاناة لا تنتهي داخل خيام بلاستيكية متهالكة، تعيش فيها ظروفًا قاسية لا ترحم منذ ما يقرب من سنتين.

ومع ارتفاع درجات الحرارة القياسية التي شهدها المغرب مؤخراً، تحولت هذه الخيام البلاستيكية إلى أفران تحت لهيب الشمس الحارقة نهارًا، وحمامات بخار ليلا، ما يجبر الكثير من السكان على النوم في العراء لتجنب الحرارة الخانقة.

ورغم مرور ما يقارب العامين على كارثة الزلزال التي عرفتها منطقة الأطلس الكبير، لم تتغير حالة هؤلاء السكان الذين ما زالوا يُجبرون على العيش في هذه الظروف الصعبة، فالخيام التي احتوتهم منذ بداية الكارثة تآكلت ولم تعد توفر الحد الأدنى من الحماية أو الكرامة، فيما يتكرر فصل الصيف القاسي وهم لا يزالون ينتظرون إعادة الإعمار والإيواء.

وسط هذا الواقع المؤلم، تتواصل الأصوات المطالبة بتحرك إنساني عاجل يحترم كرامة هذه الأسر، ويراعي ظروفها المعيشية ويوفر لها حلا دائما، مسجلة أن “المعاناة لا تقتصر على البرد و الحر فقط، بل تتعداها لحرمان بعضهم من الدعم المخصص لإعادة الإعمار”.

وفي السياق، أكد عضو التنسيقية الوطنية لضحايا زلزال الحوز، منتصر إثري، أن معاناة الأسر المتضررة من الزلزال لا تزال مستمرة رغم مرور ما يقارب العامين على الكارثة، حيث يعيش الكثير منهم داخل خيام بالية تشبه أفرانًا تحت لهيب الشمس الحارقة.

وأوضح إثري في تصريح “لصحيفة “صوت المغرب” أن ارتفاع درجات الحرارة الحاد الذي يشهده المغرب في مختلف مناطقه، خلال هذه الفترة، “يزيد من معاناة هذه الأسر دون تدخل فعلي يضع حدًا لهذه المأساة ويصحح هذا الوضع الكارثي الذي أصبح لا يُطاق”.

وأشار إلى أن معاناة المتضررين تتفاقم بشكل خاص مع استمرار موجات الحر، لا سيما بالنسبة للأطفال والمسنين والمرضى، وجميع الفئات العمرية التي تقطن هذه الخيام، في ظل “سياسة صمّ الآذان واللامبالاة في التعاطي مع مطالب الأسر، لاسيما تلك المقصية والمحرومة من تعويضات الدولة، الأمر الذي أدى إلى إطالة أمد هذه الأزمة الإنسانية”.

وقال إثري: “على أي إنسان أن يتخيل كيف يمكنه أن يعيش داخل كيس بلاستيكي ليوم واحد فقط، فكيف بمن أُجبر على ذلك لمدة عامين كاملين؟”.

وأضاف أن “الوعود المتكررة بتسريع وتيرة إعادة الإعمار والإيواء منذ شتنبر 2023 لم تُترجم على أرض الواقع، بحيث نقترب من شتنبر 2025، والوضع لا يزال يطرح العديد من علامات الاستفهام حول دور السلطات التي لا تزال تعامل الأسر المتضررة كأرقام، متجاهلة حقهم في حياة كريمة تنقذهم من معاناة الخيام”.

ومن جانبه، اعتبر محمد الديش، رئيس الائتلاف المدني من أجل الجبل، أن وضعية ساكنة الخيام في مناطق ضحايا زلزال الأطلس الكبير، خاصة في منطقة الحوز، لا تزال صعبة للغاية، إذ يواجه هؤلاء السكان ظروفاً قاسية في الفصول الحارة والباردة داخل الخيام البلاستيكية التي لا توفر لهم الحماية اللازمة، موضحا أن هؤلاء الناس يعيشون ظروفًا قهرية لا يملكون فيها خيارًا، في ظل مناخات صعبة تحاصرهم يوميًا.

وأشار الديش إلى أن السلطات اتخذت مؤخرًا قرارًا وصفه بـ«الظالم» بإفراغ عدد من الخيام وفرضت على السكان الذين يمتلكون مساكن مبنية جزئياً أو مهدمة جزئياً الدخول إليها، ما زاد من معاناة الكثيرين الذين ما زالوا يقيمون في خيام بلاستيكية لا تقيهم حرارة الصيف الشديدة، على عكس المسؤولين الذين لا يتحملون الحرارة في مكاتب مكيفة.

وناشد الديش السلطات بالتعامل مع هذه الوضعية بطريقة إنسانية وكريمة تحفظ كرامة السكان، مؤكدًا ضرورة توفير بدائل لائقة بدل الإكراه وهدم الخيام دون سابق إنذار مطالبا بمراجعة أوضاع الأسر التي لم تستفد من الدعم وضمان أن يكون الدعم المالي كافيًا لتغطية حاجيات السكان.

وذكر أن المبالغ المقدمة، سواء كانت 40 ألف درهم أو 80 ألف درهم، غير كافية لإكمال البناء في ظل ارتفاع أسعار مواد البناء بالمنطقة، والتي تفوق كثيرًا ما كانت عليه في مناطق متضررة سابقًا.

وختم الديش بالقول إن هذه الوضعية لا تليق بالمغرب ولا بالمغاربة، خاصة مع اقتراب استحقاقات دولية وعالمية مهمة، معربًا عن أمله في أن يحفظ الله البلاد من أي كارثة أكبر في المستقبل.